بأقلامهم >بأقلامهم
باراك يتكلم عن أكثرية اللبنانيين؟



جنوبيات
ما لم يقله توم باراك في تصريحاته الرسمية، قاله بكل صراحة، بل وكرره بكل وضوح، في مقابلته على تلفزيون LBCI»»، واضعاً الدولة أمام مسؤوليتها الوطنية، ومحذراً أركان السلطة والقيادات السياسية من مغبة عدم اللحاق بالتطورات المتلاحقة في المنطقة، وما تفرزه من متغيرات في دول الإقليم، ويكونوا بذلك أضاعوا الفرصة المتاحة، والتي قد تكون الأخيرة أمام لبنان للخروج من دوامة الأزمات والإرباكات الراهنة.
بكلمات بسيطة، وبلهجة هادئة، خاطب الديبلوماسي المحنك، بإسلوب حاسم، اللبنانيين، كل اللبنانيين، وليس الحكام والسياسيين فقط، محذراً من إحتمال ترك لبنان وأهله يتخبطون في أزماتهم المعقدة، في حال لم يدركوا أن الوقت المتاح أمامهم للإنقاذ ليس مفتوحاً، وأن عليهم وضع جدول زمني لإنجاز ملف سلاح حزب الله وتنفيذ الإصلاحات المالية المطلوبة. وفي حال تخلفهم عن القيام بمسؤولياتهم يتحملون تداعيات فشلهم في تحقيق الإنقاذ المنشود.
وكرر باراك أكثر من مرة: أننا جئنا للمساعدة، وليس لتغيير النظام، أو للضغط على المسؤولين لتنفيذ أجندة معينة، وإذا لم نلمس التجاوب المطلوب سنغادر ولا نعود، تاركين اللبنانيين يتدبرون خلافاتهم وصراعاتهم في ما بينهم.
وكان لافتاً إنتقاده للطبقة السياسية التي إعتادت ممارسة «ثلاثية» التهرب من الفشل والقائمة على الإنكار والإلتفاف والمماطلة، والتي ضاعفت من المشاكل المزمنة التي يعاني منها لبنان منذ ٦٠ عاماً. مشيراً إلى سطحية الكثير من السياسيين اللبنانيين، «الذين يتعاطون السياسة بأسلوب لعبة طاولة الزهر، وأنا أعتمد أسلوب لعبة الشطرنج التي تعتمد على العقل والتبصُّر وطول الأناة.
وحرص باراك على التمييز بين المنظمة العسكرية لحزب الله الموضوعة على لوائح الإرهاب في العالم، بإستثناء فرنسا، وبين الحزب كهيئة سياسية حاضرة في مجلس النواب بـ١٣ نائباً، ومشاركة في الحكومة بوزيرين، وتتمتع بحيثية شعبية، معتبراً أن الوقت قد حان لنزع السلاح من كل التنظيمات غير الحكومية، وإبقاء الدولة صاحبة القرار في الحرب والسلم، والحفاظ على الأمن والإستقرار في لبنان.
وبقدر ما أكد على إهتمام الرئيس ترامب بتوفير المساعدات للبنان في ورشة إعادة الإعمار والنهوض الإقتصادي، بقدر ما كرر على أن المسألة تعود للدولة اللبنانية إذا عرفت أن توظّف الفرصة المتاحة، وتستعيد ثقة الخارج، للحصول على المساعدات المطلوبة.
كأني بتوم باراك في حديثه التلفزيوني يتحدث بعاطفته اللبنانية، معبّراً عن إرادة وأماني الأكثرية الساحقة من اللبنانيين!