بأقلامهم >بأقلامهم
واشنطن والفتنة الإسرائيلية في السويداء
واشنطن والفتنة الإسرائيلية في السويداء ‎الخميس 17 07 2025 07:31 صلاح سلام
واشنطن والفتنة الإسرائيلية في السويداء

جنوبيات

طغت الأحداث الدراماتيكية في السويداء على المناقشات النيابية، وخطابات لزوم ما لا يلزم، في ظل غياب الرؤية الوطنية الواضحة في كلمات النواب، حيث خرجت الحكومة رابحة بتجديد الثقة بغالبية محترمة، رغم كل حملات الإستهداف التي تركزت على رئيس الحكومة، الذي تجاهل الرد على الصغائر، وأبقى خطابه الشامل في إطار المسؤولية الوطنية التي يتولاها، محافظاً على الرصانة ولغة المنطق والواقع، في تفنيد ما ساقه بعض النواب من إدعاءات وإفتراءات. 
الجولة النيابية إنتهت بالتي هي أحسن، ولكن الجبهة السورية بقيت مفتوحة على أسوأ الإحتمالات، بعد التدخل الإسرائيلي العسكري السافر، والذهاب بعيداً في تحدٍّ، ليس سوريا وحسب، بل المجتمع الدولي برمته، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، التي أشاد رئيسها دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، ورفَعَ العقوبات عن سوريا، وأعطى الضوء الأخضر للدول المانحة بتقديم الدعم والمساعدات الفورية للحكومة السورية الجديدة.  
القراءة الأولية لإندلاع الفتنة الهوجاء في السويداء، توجِّه أصابع الإتهام إلى الكيان الصهيوني، الذي يعاني من إنقسامات داخلية عميقة، ورئيس حكومته نتنياهو يقف على عتبة القضاء متسلحاً بحروبه الخارجية في غزة ولبنان وسوريا وإيران، اللهروب من المحاكمة بالفساد وسوء الإئتمان، الذي من المنتظر أن تقوده إلى السجن، كما حصل مع سلفه أولمرت بعد حرب تموز ٢٠٠٦. 
وليست مجرد صدفة أن يبلغ التصعيد العسكري الإسرائيلي قصف وزارة الدفاع في قلب دمشق، إمتداداً لمحيط القصر الجمهوري، في اليوم المحدد لمثول نتنياهو أمام قاضي التحقيق، فكان أن قدم إعتذاراً عن الحضور متحججاً بالتطورات العسكرية في السويداء، وإضطرار إسرائيل (كذا)، للتدخل لحماية «الأقلية الدرزية»، حسب قوله! 
إن تحريك رماد الفتنة في الجنوب السوري في مناخات من التوتر والعصبية، وسوء تصرف بعض العناصر المسلحة، والمتسترة بشرعية الإنتماء للنظام الجديد، يصب في منحى الضغوط الإسرائيلية المستمرة على سوريا، لفرض السلام بالشروط الصهيونية، وفي مقدمتها عدم إعادة هضبة الجولان إلى السيادة السورية، فضلاً عن توسيع المساحات العازلة في المناطق الحدودية، وهي كانت في صلب فشل محادثات أذربيجان بين مندوبين سوريين وإسرائيليين. 
الإستنكار الكلامي وحده لا يكفي لما تتعرض له سوريا من إعتداءات شبه يومية، وتدخلات سافرة من جانب العدو الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية، وإتباع سياسة التحريض، وزرع بذور الحقد والإنتقام بين مكونات الشعب السوري، بل تتطلب المسألة مواجهة جدّية وقوية من الدول العربية خاصة، والدول الإسلامية عامة، والإتحاد الأوروبي بالذات، من خلال ممارسة الضغوط اللازمة على الإدارة الأميركية التي تُقدّم الدعم غير المسبوق للكيان الصهيوني، والجهة الوحيدة القادرة على لجم مغامرات نتنياهو، وتلاعبه بنيران الحروب في المنطقة. 
إن العربدة الإسرائيلية تستهدف لبنان وسوريا اليوم، ولكن من يضمن أن تبقى تداعياتها غداً في حدود بلاد الشام؟ 

المصدر : جنوبيات