زارت وزيرة البيئة تمارا الزين محمية البقبوق في بلدة العباسية، في جولة ميدانية بيئية رافقها خلالها عدد من الفعاليات الرسمية والعلمية والبيئية، بحضور النائبة عناية عز الدين، النائب علي خريس، رئيس بلدية صور حسن دبوق ونائبه علوان شرف الدين، رئيس بلدية العباسية حبيب عجمي وأعضاء المجلس البلدي، إلى جانب ممثلين عن هيئات حزبية واجتماعية وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية وباحثين ومهتمين بالشأن البيئي.

استُهلت الزيارة بجولة على الشاطئ امتدت لمسافة ٤ كيلومترات، برفقة دليل سياحي بيئي عرض التنوع الحيوي في المحمية وأبرز الأنواع المهددة وأهمية الحفاظ عليها. كما زار الوفد حرش العباسية حيث ألقى رئيس بلدية العباسية كلمة شدد فيها على أهمية المحمية كإرث طبيعي مميز في الجنوب.

الزين: العدوان استهدف البشر والبيئة

الوزيرة الزين أكدت أن زيارتها تهدف إلى معاينة الأضرار البيئية التي ألحقها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن العدوان أحرق أكثر من ٨ آلاف هكتار بفعل الفوسفور والقنابل الحارقة والتجريف، ما ألحق ضررًا كبيرًا بالتربة والمياه والتنوع البيولوجي. وكشفت أنها أدرجت خطة التعافي البيئي ضمن خطة إعادة الإعمار في البيان الوزاري.

وتطرقت إلى ملف الصرف الصحي الذي اعتبرته مسؤولية وزارة الطاقة والمياه، مؤكدة أهمية معالجة هذا الملف لأبعاده البيئية والصحية والسياحية، مشيرة إلى وجود جهات مانحة أبدت استعدادها للدعم.

كما أشارت إلى أن أزمة النفايات مسؤولية مشتركة بين البلديات والمواطنين، لافتة إلى وجود نية لدى جهات دولية للاستثمار في مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة. وأضافت: الجنوب دفع ثمن الحرب والأزمة، وسنسعى لتخصيص مشاريع له ضمن الإمكانات.

وأكدت الزين التزام لبنان بتحويل ٣٠٪ من مساحته إلى محميات ومواقع طبيعية بحلول ٢٠٣٠، مشيدة بتصنيف كفريا مؤخرًا كحمى رقم ٣٦، ومعربة عن أملها بأن تحتفل قريبًا بتصنيف العباسية كحمى رقم ٣٧.

عز الدين: لا مساومة على الحقوق

بدورها، شددت النائبة عناية عز الدين على أن الملف البيئي يتقاطع مع مختلف السياسات العامة، داعية إلى معالجة أزمة النفايات التي وصفتها بالمركبة والمليئة بشبهات الفساد وسوء الإدارة، مشيرة إلى أن قضاء صور يعاني كغيره من المناطق.

وقالت: لبنان يمر بمرحلة خطيرة، والاحتلال يواصل عدوانه واغتيالاته ويستهدف بيئتنا وإنساننا، ومع ذلك نحن ثابتون ومتمسكون بحقوقنا ووحدتنا.

وأكدت أن الأولويات الوطنية واضحة ولا يمكن المساومة عليها، داعية إلى استمرار الحوار الداخلي لبناء الدولة القوية والعادلة.

جولات ميدانية

كما شملت الجولة زيارة معمل تكرير مياه الصرف الصحي، ثاني أكبر معمل في لبنان، حيث شددت الزين على ضرورة تشغيله سريعًا لمعالجة التلوث الساحلي. واختتمت الزيارة بجولة في معمل النفايات الطبية ومطمر العباسية.