لبنانيات >أخبار لبنانية
اعتصام في طرابلس رفضاً لعرض كوميدي


جنوبيات
ماذا يحصل في طرابلس، هل الشائعة قادرة على الإطاحة بالفن، هل الكوميديا مخيفة؟ هل يحتاج عرض مسرحي إلى كل هذا التوتر؟ بعد أن قدم العرض الأول من الستاند آب كوميدي الذي نظّمته مجموعة "أوكوورد" مساء 31 مايو/أيار داخل مسرح "ستيريو كواليس" في الميناء- طرابلس بجانب البلدية، اعتصم عددٌ من المحتجّين للاعتراض على العرض واعتبروه "مسيئًا للمقدسات الدينية" ومخالفاً لقيم المدينة الدينية والاجتماعية. ورفعوا شعارات تندد بما وصفوه بـ"العروض المنحرفة التي تضرب أخلاق المجتمع" التي "تتطاول على الله ورسوله".
نتيجة ذلك، أُلغيَ العرض الثاني، وحضرت القوى الأمنية، وتمكّن المؤدّون من مغادرة المكان. وفيما اعترض المتظاهرون على سبّ الذات الالهية والمساس بالمقدسات وسط شائعات وسائل التواصل الاجتماعي وبلبلة الشارع. جاء العرض في إطار جولة "أوك. وورد" في مختلف المناطق اللبنانية، تحت عنوان "جولة ب لبنان"، احتفالاً بمرور سبع سنوات على تأسيس المنصّة التي تُعرّف نفسها بأنها "أول منصّة تجمع الكوميديين المحليين الشباب، وتدعم حرية التعبير بهدف إحداث تغيير اجتماعي". لكن، كما في محطّات سابقة، لم يمر العرض في طرابلس من دون بلبلة وتوتر. ففي 12 نيسان الماضي، كانت الجولة نفسها قد مُنعت في صيدا بعدما تلقى "مسرح إشبيلية" تهديدات واعتراضات مُشابهة قبل نحو شهر، ما اضطرّه إلى إلغاء العرض ومر من دون اعتصامات. وذلك بالإضافة إلى التعرّض للفنّانة حنان الحاج علي في الفترة نفسها، وتحت العناوين نفسها، بعد أداء عرضها "جوغينغ" في صيدا، وبينما طالبت الحاج علي في بيان عن اقامة تحالف حقوقي للحماية والدعم القانوني، كان جواب وزارة الثقافة أن الدستور يحمي الجميع. وكانت جهات متطرفة منعت السنة الفائتة (2014) في طرابلس، إقامة مهرجان سينمائي، بحجة الإساءة إلى القيم الأخلاقية. وفي معرض بيروت للكتاب مُنعت ندوة حول رواية أدبية، لا الكاتبة صاحبة الرواية أعلنت حيثيات المنع ولا المعرض أعلن موقفاً تجنباً للبلبلة. يأتي ذلك على وقع مداهمة الأمن العام منزل الكاتب وسام سعادة والتحقيق معه حول بعض الأفكار التي يكتبها في الفايسبوك.
وكتب Bob Al King حول المنع في طرابلس: اللي صار مبارح ما بيمت بمدينتنا بأي صلة. ولا بمثل الرأي العام الطرابلسي ولا الميناوي... لانه ما كان مبني على معلومات مظبوطة اصلا. وهيك أمور ما بتنحل بالشارع اصلا. في قضاء وجهات أمنية هي المسؤولة عن سماح او منع اي عرض مسرحي، فني، غنائي او شو ما كان...
العرض الأول حضرت انا واكثر من 300 شخص. ما كان في أي تعرض لا للدين ولا للذات الإلهية.
وانا اكيد الشباب ما كانوا عارفين اصلا بالعرض لانه ما بيتابعون. لو بتابعون بيعرفوا ان الشباب ما عندها هيك نوع نكت.
اللي صار مبارح بتقديري انه من بعض العرض الأول في اشخاص عطى خبر لاحد الشخصيات وهيدول الشخصيات ربطوا بين العرض اللي صار مبارح مع كام كوميدي اتأدم فيون شكاوى ودعاوي لانه تعرضه للذات الإلهية. وهيجوا الشباب ودعون للنزول وتوقيف العرض.
الحقيقة تقال. لو الكوميدية اتعرضوا فعلا للاديان كان الواحد بقول فيها ما فيها. بس ما اتعرضوا ابدا لانن بيعرفوا هني لوان جاين واحترموا المدينة اللي جاين عليها.
الخلاصة. انا وكثير من الشباب الطرابلسي والمناوي عم يعملوا كل جهدن تصير هل مدينة واجهة سياحية وفنية على القليلة داخليا و لنوقف الصورة النمطية المأخودة عنها... انه مدينة بس تبعت مشاكل وقواص وقندهار وما بعرف شو.
المدينة فيا من كل شي ومتنوعة وبتستاهل انها تزدهر من كل النواحي. عاصمة لبنان الثانية لازم تكون القلب النابض كمان متلها متل بيروت.
حما الله المدينة وأهلها الطيبين والغالبية الصامتة.
المدينة هيدي لو شو ما صار حإدلها مفعمة بالحياة.
وكتبت Rania Elmais: غير إنه صار في تحريض وكذب ونشر فيديوات قديمة ما خصها بالعرض يلي تقدم، الهجوم على مسرح وعرض كوميدي بحجة الدين بيعكس ضعف وهشاشة الهوية، هالضعف متخفي بثوب التفوق الأخلاقي. هيدي أفعال نابعة من الخوف ومن معتقدات تم التلاعب فيها. الدين الراسخ ما بيتهدد من نكتة، ولا من فن، ولا من إنسان مختلف. يلي بيتهدد هو نظام بيخاف يواجه حاله بالمراية، بيخاف من الضحك، بيخاف من الناس تفكر، بيخاف من الحرية الشخصية والفكرية.
ما بعرف كيف الواحد بده يضل باله طويل ويستوعب هالتصرفات ويكفي حياته عادي. صار الضحك جريمة والتنوع تهديد وجودي.