بأقلامهم >بأقلامهم
"البهلول.. وضريبة الخوف"!
"البهلول.. وضريبة الخوف"! ‎الأحد 1 06 2025 18:29 القاضي م جمال الحلو
"البهلول.. وضريبة الخوف"!

جنوبيات

يُروى أنّ نديم هارون الرّشيد، ويُدعى البهلول، طلب من الرّشيد أن يتنازل له عن الحكم لمدّة شهر، فرفض هذا الأخير ذلك. ولكن بعد أخذ وردّ اتّفق الطّرفان على أن يتولّى البهلول الحكم ليوم واحد فقط، بشرط أن لا يظلم أحدًا. 
وفي اليوم المحدّد لحكم البهلول، خرج هارون الرّشيد من القصر لقضاء يوم الاستراحة في حدائقه الغنّاء برفقة الأسرة المالكة وعلى رأسهم زوجته السّلطانة زبيدة. 
وفي ذاك النّهار وأثناء تجواله في الحديقة لمح هارون الرّشيد البهلول وهو يجرّ قطيعًا من الغنم، فأشار عليه بالحضور. 
وعندما أتى البهلول سأله الرّشيد: 
من أين لك هذا القطيع، ومن أين أتيت به؟ 
فأجابه البهلول:
 مررت بالمدينة يا مولاي أتسقّط أحوال النّاس، وألزمت كلّ رجل يخاف من زوجته بضريبة عبارة عن "رأس من الغنم".
فقال له هارون الرشيد: 
هل من المعقول يا بهلول في مدّة ثلاث ساعات أن تحصل على هذا الكمّ من الرّجال الذين يخافون من نسائهم؟ 
فقال البهلول: 
دعنا من هذا يا مولاي، المهمّ أنّي لم أظلم أحدًا. وتابع قائلًا:
اللافت أنّه أثناء تجوالي في المدينة رأيت "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"!
الرّشيد: ماذا رأيت يا بهلول؟ 
بهلول: رأيت يا مولاي فتاةً رائعة الجمال، تخطف الأنظار، وتسحر لباب العقول. فتمنّيت أن تكون هذه الفتاة زوجة لك يا مولاي!
فالتفت إليه هارون الرشيد وقال له: 
إخفض صوتك يا بهلول كي لا تسمعنا السّلطانة زبيدة!
عندها قال البهلول: أراك قد خفت يا مولاي، ولأنّك أمير المؤمنين فهات خروفين!
وبناءً على ما تقدّم، أقترح أن تُفرض ضريبة مقدارها "سبيكة ذهب" على كلّ سياسيّ يخشى من زوجته
. حينئذ نتخلّص من الدَّينِ العامّ، ونجد فائضًا في خزينة الدّولة، ويعمّ الازدهار الاقتصاديّ والاجتماعيّ في البلاد، برضا ربّ العباد.

المصدر : جنوبيات