لبنانيات >أخبار لبنانية
إلى زياد الفنان المقاوم في زمن أفلس فيه الفن ومات فيه القضاء
إلى زياد الفنان المقاوم في زمن أفلس فيه الفن ومات فيه القضاء ‎الأحد 27 07 2025 16:48
إلى زياد الفنان المقاوم في زمن أفلس فيه الفن ومات فيه القضاء

تيسير عباس حمية

زياد الرحباني، هذا الفنان والمثقف والمقاوم 
 الذي بقي أمينًا لفنه، لم يُساوم، ولم يُجامل، ولم يبع صوته للبغاة والعملاء والطغاة ورفض كل المظالم.

 زياد الرحباني، يا نبض الفن والموقف الوطني الثابت
أيها الخالد والحر والمقاوم،

لقد كنتَ فنانًا جبهةً لا تنكسر،
ما كنتَ عازفَ نايٍ على هامش الأوطان،
بل كنتَ وترًا في قلبها، ونبضًا في شريانها المُقاوِم.

رحلتَ، ولبنانُ يبكيك لا كمن يبكي عابرَ نغم،
بل كمن يُشيّع ذاكرةً كاملة، وشرفًا مصلوبًا على بوابات المسارح.

كنتَ حارسَ الكلمة، وراهبَ المعنى،
رفضتَ أن تُدجَّن في أسواق الطرب المعلَّب،
ولا أن تكون مطربَ صفقاتٍ الأمراء والسفهاء وقبح المجالس،
أبيتَ أن تبيع بيروتَ، أو تتنازل عن حيفا،
أبيتَ أن تُساير في زمنٍ يُكافأ فيه الخونة ويُجاع فيه الأوفياء.
وفي فنك لم تساوم..

أصواتٌ كثيرة علت، قبضت الملايين،
غنّت للقتلة، وارتدت ثياب الوطن زورًا.
أما أنت، فبقيتَ كما الجبل، صلبًا، لا تُهزم،
تركت للحق ألحانًا تحفظه، وللناس ضميرًا يُغنّى.

يا ابن فيروز، ووارث الرحابنة، وابن الأرز الذي سرقوه وغنوا فيه لأعداء شعبنا المقاوم..
يا وارث المجدَ، وطهر الأرز المضمخ بالوفاء بوطننا الجريح

رحلتَ... وما زال فينا صداك
وفي القلب خيطٌ من الضوء باقْ
تركت الحياة، ولكن هواك
سيبقى يُغنّي بكل المساقْ

كنت الفنَّ حين يثور الكلام
وكنت الحنين إذا ضاق يومْ
صوتك دفءٌ، وعزمٌ، ونبض
كأنك وطنٌ... بغير حدود

ما خنتَ لحنك، ما بعتَ حلمك
ولا خاب فيك الرجاء الجميل
بكيناك شوقًا، بكيناك فخرًا
فأنت الشهيد... وأنت المقاوم ولم تساوم...

رحلتَ، ولكنك ما متَّ فينا
فأنت القصيدة، نبض المدينة
ستبقى الأغاني على ذكرك تحيا
ويسقيك حبُّ الشعوبِ... سكينة

المصدر : جنوبيات