بأقلامهم >بأقلامهم
"حارس الذاكرة".. لاجئ فلسطيني في لبنان يحتفظ بمقتنيات شاهدة على النكبة



جنوبيات
"الكبار يموتون والصغار ينسون" مقولة لم تجد طريقها بين أبناء الشعب الفلسطيني بعد مرور 77 عاماً على النكبة وخروجهم من فلسطين. إنهم لا يزالون يتمسّكون بمقتنياتهم التي أحضروها معهم من فلسطين، واحتفظوا بها في بيوتهم لتذكّرهم بتفاصيل حياتهم في وطنهم، وورّثوها لأبنائهم الذين باتوا يعرفون أصل كل قطعة استخدمت في وطنهم وحكايتها.
في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، أُطلق على الفلسطيني حسام ميعاري لقب "حارس الذاكرة"، لأنه يبذل جهده لجمع وحفظ المقتنيات الفلسطينية القديمة حيث يسعى من خلالها إلى توثيق التراث الفلسطيني لأهميته من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية في وجه محاولات الطمس والنسيان.
يقول حسام ميعاري لـ"العربي الجديد": "أنا من بلدة عكبرة في قضاء مدينة صفد الفلسطينية، منذ صغري كنت أشاهد والدي يحتفظ بمقتنيات تعود إلى أجداده، وهذا الأمر ولّد عندي شغفاً في التراث الفلسطيني، وبدأت منذ عام 2005 بجمع المقتنيات التراثية، سواء بشرائها أو الحصول عليها من الأقارب والجيران، بهدف عرضها والتعريف بها، وكل قطعة صرت أعرف تفاصيلها وتاريخها، وأنقل هذه المعلومات إلى جيل الشباب وطلاب المدارس، وذلك من خلال المعارض التي أشارك بها في المدارس والجامعات وحتى أحياناً في فاعليات وطنية في أماكن مختلفة".
يلفت ميعاري إلى أنه يحتفط في منزله بمجموعة متنوعة من المقتنيات التي تعكس الحياة اليومية في فلسطين قبل النكبة منها صندوق "جهاز العروس" الذي يعود عمره إلى نحو 120 عاماً، وكان يُستخدم لتخزين ملابس العروس ومستلزماتها، مثل معلقة وشوكة من الفضة كانت تُستخدم من قبل العائلات الثرية في فلسطين، ويُقدّر عمرها بأكثر من 150 عاماً، كذلك ماكينة خياطة عمرها أكثر من 80 عاماً، بالإضافة إلى قناديل زيت، وإبريق فخار لمياه الشرب، وقبقاب العروس، وأباريق القهوة العربية المصنوعة من النحاس ومختلفة الأشكال، بحيث لكل مناسبة شكل مختلف عن الآخر، وجرة لبن ومكواة على الجمر. وهذه المقتنيات تعود إلى أكثر من 100 عام، كما أنه يوجد من ضمن المقتنيات ما كانت تقدمه وكالة أونروا من مساعدات للاجئين كالطناجر وبراميل الطحين المصنوعة من الخشب، وهذه كلها لم تعد موجودة الآن.
يتواصل ميعاري مع كل شخص تقريباً موجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويملك قطعة من فلسطين كي يضيفها للمجموعة التي يمتلكها، وحتى أن بعض القطع أُرسلت له من فلسطين، ومن دول أوروبية كانت موجودة لدى العائلات الفلسطينية المهاجرة هناك.
ويختم بالقول: "حلمي إنشاء متحف دائم لعرض هذه المقتنيات، ليكون شاهداً على تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، وسأبقى أجمع هذه المقننيات والأدوات الفلسطينية حفاظاً على تراثنا، وأؤكد على أهمية التمسك بالهوية والثقافة في وجه محاولات الطمس والتشويه، ودائماً أجد رائحة وطني الأم فلسطين ما زالت تعبق في هذه الأغراض".


أخبار ذات صلة
السفير أبو الرب: اكتمال وصول كافة حجاج دولة فلسطين إلى مكة المكرمة
القنصل الفرنسي في القدس: جهودنا مستمرة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني
د. أبو هولي: الموقف العربي الرافض للتهجير شكل سداً منيعاً أمام تمرير مخطط ا...
الرئاسية العليا لشؤون الكنائس وجامعة دار الكلمة، تعقد مؤتمراً دولياً حول ال...
قانون جديد يستهدف السلطة الفلسطينية.. و"معاريف": عليها ان تنسى اموال المقاص...