الأربعاء 9 تموز 2025 21:19 م

قماطي: سجّلنا موقفًا سياسيًا يوازي النصر.. وأميركا تتراجع حين تصمد المقاومة


* جنوبيات

قال عضو المجلس السياسي في ​حزب الله​ الوزير السابق محمود قماطي في حديث لقناة "روسيا اليوم" بالعربية إنّ «لبنان أنجز اليوم، بالردّ الذي أعطاه على ما سُمّي بورقة توم برّاك، نموذجًا مهمًا في الوحدة الوطنية والتمسّك بالسيادة، وأيضًا التفاهم الذي حصل على الخطوط العريضة التي تمسّك بها حزب الله، وقدّمناها للحكومة».
أضاف: «كانت هذه مرحلة جدًّا مهمة ومتقدّمة، بالتبنّي اللبناني الكامل بكافة النقاط الواردة في الرد، على التفاهم اللبناني الذي بدأ منذ فترة، وتضمّن توجّهات الدولة وتوجّهات المقاومة، ومن ضمن ذلك طبعًا توجّهات الجيش والشعب، أغلبية الشعب اللبناني».

وتابع: «هذه كانت نقطة مهمة جدًّا، دعت إلى كل الحملة الإعلامية التي سبقت مجيء توم برّاك، الحملة الإعلامية من مختلف الألوان، محلي وغير محلي، حتى لا نُسمّي أحدًا...».

وشدّد على أنّ «الواقع أن الذي يكون على الأرض، والذي يمثّل الأرض، والذي يمثّل القوة، القوة المحقّة، هذا يكون في النهاية رأيه هو المحترم»، مشيرًا إلى أنّ «الكلام الذي حاول أن يُصوّر أن حزب الله انتهى، وهُزم، وعليه أن يستسلم، تبيّن اليوم أن الدولة اللبنانية، والعالم، وأميركا، بانتظار رأي حزب الله».

وقال إنّ «ما سُرِّب عن الرئيس برّي بعد استقباله برّاك كان واضحًا: تم التوقّف عند رأي حزب الله، حتى في الكلام مع الأميركي. وهذا تطوّر مهمّ جدًا لكنه لا يعني الاغترار أو الاطمئنان».

ورأى قماطي أنّ «ما سجّلناه هو موقف سياسي متقدم يوازي النصر»، مؤكدًا أنّ «القول بأن حزب الله هُزم قد سقط، وما حصل يُبيّن أن حزب الله ما زال رقمًا صعبًا في الداخل والإقليم».

وأكد أنّ «التعليق الأميركي اليوم هو أول إشارة مهمة، حيث يقول الموفد الأميركي إنّ موضوع حزب الله والسلاح شأن لبناني – لبناني، وهذا ما كان يقوله حزب الله».

وأردف: «عندما كان حزب الله يردّ على التوجّهات الأميركية، اليوم يقولون: أنتم اللبنانيون تقرّرون»، لكنه نبّه إلى ضرورة «قراءة ما بين السطور، فالمنطقة تسير باتجاه المتغيّرات، وإن لم نفتح على هذه المتغيّرات فسنتأخر».

ورأى أنّ «اللغة الدبلوماسية الأميركية لطيفة، لكنها تُخفي الكثير، وأميركا لم تضمن الاتفاق، وهذا يضرب مصداقية دولة كبيرة».
وأشار إلى أنّ «أميركا تنعى الآلية وترفع الضمان، وتقول للمجتمع: فلتفعل إسرائيل ما تراه مناسبًا».

وأكمل قماطي: «عندما تقول أميركا ذلك، فإنها تمارس الخداع الأميركي المعتاد»، لافتًا إلى أنّ «هؤلاء الذين يظهرون كحكماء هم في الحقيقة عرّابو العدوان».

وأعلن: «نحن مستعدون لكل شيء، لكن المواجهة إذا فُرضت علينا سنخوضها، ولن نبادر إليها».
وأضاف: «نحن متمسّكون بتوافق الرؤساء الثلاثة، ولا يجوز لأي طرف أن يغيّر قرار الحكومة».

وعن انتقادات بعض الأطراف، قال: «فليكن، نحن أمام وحدة وطنية رسمية. إن أرادوا الاعتراض، فليكن من خلال الآليات الدستورية».

وتحدّث عن «التوجه الذليل نحو السلام الذي تفرضه أميركا في ظل الاحتلال»، مؤكدًا أنّ ما يُطرح «لا يُسمّى تطبيعًا بل استسلامًا».

وقال: «عزّة المقاومة أنها لم تسمح ببقاء الاحتلال، وكل أشكال المقاومة اللبنانية قدّمت شهداء ورفضت الاتفاق الذليل».

وأضاف: «لدينا أولويات، على رأسها تحرير الأرض، وتحرير الأسرى، ووقف الاستباحة».

وأكد أنّ «ما يراه برّاك من أنّ المنطقة تسير بسرعة نحو ما تريده أميركا، نحن نراه سيرًا نحو نهج المقاومة، خصوصًا في فلسطين».

ورأى أنّ «مسار الاستسلام لن ينفع، وأميركا خالفت كل القوانين الدولية، وداست على مصداقيتها، وهي دولة مارقة وستسقط».

وقال: «مهما حاولنا وصف السياسة الأميركية لن نوفّيها، لكنهم براغماتيون، يضعون سقفًا عاليًا ثم يتنازلون عنه تدريجًا».

وتابع: «من ينتصر هو من يصمد ويقاوم، لا الأميركي. وعندما أعلنا سقفنا الوطني، بدأ الأميركي يتراجع».

وأشار إلى أنّ «هذا ما حصل في غزة، والضفة، وحتى إيران»، قائلاً: «هذا التناقض الأميركي اسمه تهريج سياسي».

وأكد: «المقاومة عندما تصمد، تُخضع القوى الدولية، وليس العكس».

وعن الاستراتيجية الدفاعية، قال قماطي: «هذا موضوع مهم جدًا، ونتجنّب طرحه في الإعلام حتى لا نحرقه»، مشيرًا إلى أنّ «الخلط بين حصرية السلاح والاستراتيجية الدفاعية هو خطأ شائع».

وأوضح: «نحن مع حصرية السلاح فيما يخص الأمن الداخلي، أما سلاح المقاومة فمرتبط بالاستراتيجية الدفاعية».

وأضاف: «نحن جاهزون للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، بعد تنفيذ الأولويات».

وذكّر أنّ «السيد حسن نصر الله قدّم رؤية كاملة على طاولة الحوار، ولم يتلقَّ أي ردّ أو رأي حولها».

وحول وجود تباين داخلي في الحزب، نفى قماطي ذلك وقال: «هذا كلام عارٍ عن الصحة، لدينا تركيبة عقائدية تنظيمية قوية، يلتزم الجميع بالرؤية النهائية».

وردًا على سؤال عن تأثير الحصار المالي، قال: «لا تعاون بل تواطؤ»، مشيرًا إلى أنّ «المقاومة في لبنان حمت الأمن القومي العربي، وأوقفت الزحف الإسرائيلي».

وأضاف: «حتى الدول المطبعّة تتمنى صمود إيران، لأنها تعلم أن هزيمتها تعني سقوط المنطقة».

ورأى أنّ «من المعيب أن تُطوّق المقاومة بدل دعمها»، مؤكدًا أنّ «إعادة الإعمار مسؤولية عربية أيضًا، لا فقط لبنانية».

وختم: «يفعلون كل شيء لخنق المقاومة، لكننا لا نزال قادرين على الاستمرار».

وعن المشهد العام، قال قماطي ردًّا على سؤال: «لا يوجد سلام، لا أحد يحلم بذلك»، مؤكدًا أنّ «هناك فقط استقرار مؤقّت».

وتابع: «نحن أمام مشروع أميركي – إسرائيلي مستمر بإبادة الشعب الفلسطيني، وربما يستهدف لبنان لاحقًا».
وختم: «لا استقرار ولا سلام ما دام هذا الكيان موجودًا، ومشروعه قائم».

المصدر :جنوبيات