![]() |
الاثنين 23 حزيران 2025 07:50 ص |
حذر لبناني من مرحلة ما بعد "الضربة الأميركية" واستبعاد رسمي لأي تورّط |
* جنوبيات
دخلت المنطقة في منعطف هو الاخطر في تاريخها الحديث بعد الضربات الاميركية لايران ، اذ تتجه راهنا كل الانظار الى الرد الايراني، شكله وتوقيته، باعتباره سيُحدد اذا كنا نتجه الى الانفجار الكبير او التسوية الكبرى. وسجل تشاور بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام، بهدف تجنيب لبنان تداعيات هذه الاوضاع.
وكتبت"النهار": لم تكن مسارعة كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد ساعات قليلة من تنفيذ الضربة الأميركية على المنشآت النووية في ايران، إلى إعلان موقفين جديدين بارزين من رفض تكبيد لبنان أكلافاً جديدة لا يحتملها والتشديد على تجنب توريطه في الحرب الاقليمية الجارية، إلا انعكاساً متقدماً للخطورة العالية التي تدرّجت إليها المنطقة والتي تملي مواقف وإجراءات استثنائية لحماية لبنان من تداعياتها. وبدا واضحاً كما أفادت مصادر معنية، أن أركان السلطة في لبنان باتوا يستشعرون تدرّج الخطورة التي تحاصر لبنان بقوة وتملي عليهم التصرف بسرعة أقله بسلاح الموقف الجماعي أولاً، الذي يقيم سداً معنوياً وسياسياً رادعاً أمام أي انزلاق نحو توريط لبنان في الحرب وتداعياتها، وهو ما فسر المسارعة، منذ ما قبل الضربة الأميركية لإيران وبعدها إلى تظهير "وحدة حال" أهل الحكم وأركانه حيال رفض التورط في الحرب. ولفتت المصادر نفسها إلى أن المعطيات المتجمعة في الساعات الأخيرة لدى المسؤولين والمراجع، تكشف قلقاً كبيراً على كل المستويات الديبلوماسية الإقليمية والدولية التي يتواصل معها لبنان من أن تكون المنطقة على مشارف انفجار المرحلة الثانية المتقدمة من الإشتعال الإقليمي، وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة بعد انكشاف حقيقة الأضرار والنتائج التي حققتها الضربة الأميركية لمنشآت التخصيب النووي في إيران بما ينذر بتفاقم كبير في وقائع الحرب. وعلى رغم محاذرة المصادر المعنية الجزم بأي احتمال من الاحتمالات التي تثير قلق اللبنانيين، غير أنها لمّحت إلى أن جميع المسؤولين الكبار يقدمون المعطيات التي تتقاطع عند استبعاد قيام "حزب الله" بأي مغامرة جديدة من شأنها الزج بلبنان تكراراً في مهالك التداعيات الحربية، ناهيك عن أن معالم الإجماع اللبناني، إن داخل السلطة والحكومة وإن على المستوى السياسي والشعبي العام ضد اي تورط، يشكل مانعاً قويا يصعب معاكسته هذه المرة.
وكتبت" نداء الوطن": أن البيان الذي أصدره الرئيس عون صباح أمس، بعد الضربة الأميركية، تتابع بسلسلة اتصالات داخلية وخارجية، وتركزت الاتصالات مع الأميركيين، بشكل خاص، على تحييد لبنان عن الحرب والالتزام بالحياد، كما تتابعت الاتصالات مع الفرنسيين والأمم المتحدة. في هذا السياق، أفيد بأنّ لبنان الرسمي تبلّغ رسالة من السفيرة الأميركية ليزا جونسون طلبت نقلها إلى «حزب الله»، ومفادها أنّ أيّ تحرّك باتجاه أيّ قاعدة أميركيّة أو ما يخصّ بلادها في لبنان سيلقى ردًّا مؤذيًا جدًّا.
وأكدت مصادر سياسية لـ “البناء” أن حزب الله متمسك بخياره بعدم الانخراط المباشر في الحرب، تفادياً لمنح “إسرائيل” ذريعة لتوسيع جبهتها نحو لبنان، خاصة أن تل أبيب ماضية في خرق التهدئة من طرف واحد دون رادع. وترى المصادر أن انضمام الحزب للحرب لن يغيّر في موازين القوى العسكرية، كما أن تصريحات الحزب وقياداته هدفها تأكيد التضامن السياسي والمعنوي مع إيران، ولا تعني اتخاذ قرار عسكري ميداني. وتشير المعطيات إلى أن الحزب يتجنب التورط في قرارات غير محسوبة، بعدما كلفه انخراطه في معركة غزة أثماناً باهظة.
واستبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان يتغير موقف حزب الله بعد الذي حصل، فيتجه الى القيام بردة فعل من الداخل اللبناني، معتبرة ان رفع السقف كلاميا الذي حصل في اليومين كان هدفه الردع، للضغط على واشنطن لعدم الانخراط في المعركة... لكن بعدما اصبح ذلك امرا واقعا، فهو يعي ان مصلحته والمصلحة اللبنانية العليا تقتضي مواصلة ضبط النفس». المصدر :لبنان 24 |