8 صفر 1447

الموافق

السبت 02-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

القدس "ومسيرة أورشليم" والانتخابات
القدس "ومسيرة أورشليم" والانتخابات
غازي العريضي
2021-04-29

1,067

نجحت الهبّة المقدسية ، وامتداداً الفلسطينية . كسرت القدس قيود الاحتلال . أجبرته على فكّ حواجزه ، وإخلاء الساحات ، والتراجع أمام المؤمنين الذين ينتزعون حقهم بالإرادة والصلابة والعزة والكرامة والشجاعة والقانون . قالوا للاحتلال : القدس قدسنا . والأقصى مسجدنا . وملاذنا وإيماننا ومرجعنا . والكنائس كنائسنا تعانق مساجدنا . وتتلاقى أصوات آذاننا في كل صلاة ، مع أصوات أجراسنا ، تقرع للانسانية والتسامح والمحبة ودعوة السيد الذي صلبه من يريد صلب فلسطين ، وشعبها اليوم ، وسلب أرضها واستباحة مقدساتها .
المؤمنون المقدسيون فرضوا على اسرائيل وجبروتها أن تستنفر الأعداء والأصدقاء والجيران لوقف الهبّة . للتخفيف عن إحراجها تمهيداً لإخراجها من الساحات .اعتقلت . ضربت . اعتدت . نفّست أحقادها وبثت كراهيتها ضدهم لكنها هزمت . المقدسيون كلمة واحدة . صلاة واحدة . ساحات واحدة . تجمعات موحَدة وموحِدة . أطلقوا صرختهم . صدحت أصواتهم . وصلت أصداؤها الى كل الأرض المحتلة . هبّت الضفة . هبّ القطاع . فحاصرت اسرائيل نفسها . جميل . رائع هذا الصوت الفلسطيني ومشلّع السوط الاسرائيلي !! عصى الفلسطيني فكُسِرَ العصا الاسرائيلي . اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ، صوراً ومقالات وتعليقات . هنا خضوع وركوع وخشوع في الصلاة أمام الله والمقدسات . وهناك أهازيج وأغان وفرح وموسيقى ودبكة فلسطينية . لحن واحد . جباه مرفوعة . وجوه مكشوفة . لا تخاف كاميرات الاحتلال وأقنعته . أصحابها لا يخافون إلا عيون الله . وهم بإيمانهم منتصرون . بالحجارة والكراسي المخلّعة هاجموا دبابات وأسلحة الاسرائيليين ورجالهم . أسقطوا العلم الاسرائيلي وثبتوا علمهم ، مؤكدين رفضهم تهويد القدس ، وإصرارهم على وقف عربدة وعهر المستوطنين وقادتهم .
جهاز الأمن العام الاسرائيلي " الشاباك " أعلن : " نصب الحواجز أسهم في زيادة التوترات في القدس ويهدّد بتفجير الأوضاع . من الضروري إزالتها . المقدسيون مصممون هذه المرة على خوض المعركة مع السلطات الاسرائيلية والمستوطنين حتى النهاية . حملتهم : لم يعد لدينا شيئ نخسره " !!
ربح المقدسيون الجولة . وربح الفلسطينيون عموماً . موقف يبنى عليه ويجب أن يكرّس الوحدة في المواجهة مع الاحتلال والمعركة معه مفتوحة . ثمة استحقاقان قريبان . " مسيرة أورشليم " السنوية والتي تصادف هذا العام مع نهاية شهر رمضان المبارك . ودرجت العادة أن يمارس المستوطنون إرهابهم ، استفزازات في وجه المقدسيين . يأتون بالآلاف يعتدون . يشتمون . يسيئون الى رجال الدين من الرهبان والراهبات . تأتي المناسبة والغضب المقدسي الفلسطيني في قمته . هذه لحظة مهمة يجب الاستفادة منها في مبارزة جديدة تؤكد الإرادة الفلسطينية ذاتها ، وتعزّز الحضور وتعمّق الجذور في الأرض المقدسة .
والى جانب هذا الاستحقاق ، ثمة محطة الانتخابات . هي معركة هوية . لماذا ؟؟ لأن الفلسطينيين يريدون إجراءها في القدس بحرية . واسرائيل ترفض لأن #القدس هي يهودية " وعاصمة للدولة اليهودية ". إجراء الانتخابات الفلسطينية فيها يسقط عنها هذه الصفة. المعركة معركة إنتماء . معركة مصير دون مبالغة . ثمة انقسام في الوسط الفلسطيني للأسف حول القرار النهائي . وهذا أمر خطير . أي قرار يتخذ يجب أن يكون باتفاق الفلسطينيين . لا يجوز السماح لاسرائيل بالاستفادة من أي انقسام . ليس مطلوباً من المقدسيين أكثر مما فعلوا ويفعلون . ليس ثمة مكان للمزايدات هنا . فعلوا وحققوا إنجازاً وهم وحدهم . نعم وحدهم . عمّ الصوت الفلسطيني المقدسي العالم وكأنه لم يمر فوق عدد من الديار العربية وليس له مكان في الحضن العربي . الموقف ذاته يعتمد في معركة إجراء الانتخابات بغض النظر عن مصيرها ونتائجها .
القدس أكبر من الجميع . الهوية هوية الجميع . ورئيس عصابة اسرائيل نتانياهو لا يتمكن من تشكيل حكومة ، وهو وغيره يناشدون النواب العرب الوقوف الى جانبهم لتمرير الحكومة . مرحلة جديدة مهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال لا يجوز تفويت أي مناسبة أو محطة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها لحماية البيت الواحد ومقدساته !!

أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtوظيفة شاغرة في جمعبة المقاصد - صيداla salleقريبا "Favorite"