احتفلت السفارة الصينية و"جمعية حماية المواقع الطبيعية والمباني القديمة" APSAD، بالتعاون مع بلدية بعبدا - اللويزة، بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بمشاركة وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود وحضوره مع السفير الصيني وانغ كيجيان، النائب حكمت ديب، العميد غازي عامر ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب السابق ناجي غاريوس، رئيس بلدية بعبدا انطوان الحلو، رئيسة جمعية "ابساد" ريا الداعوق وعدد من أبناء الجالية الصينية وشخصيات اجتماعية وثقافية، في السرايا التاريخية في بعبدا.

بعد النشيدين الوطني والصيني، افتتحت الاحتفال الداعوق بكلمة قالت فيها: "أعتلي هذا المنبر مجددا بفخر واعتزاز لالقي الضوء على ضرورة ترميم هذا الصرح الرائع واطلب ممن يرغب مساعدة لبنان للنهوض من أنقاض ماض ولى، ان يضع سواعده بقرب سواعدنا لنعمل سويا ريثما تبعث الروح في هذا القصر العظيم".

أضافت: "أرحب اليوم بشركائنا في هذا اللقاء، وهما الصين العملاقة بسفارتها وبلدية بعبدا - اللويزة، لأقول ان الثقافة وتبادل الخبرات هي ثروة للحضارة ونموذج من الشراكة. أن الذاكرة هي في هذا التعبير الذي يفوح من تبخر لفعل عمل الأجيال فلنحييها لأنها ماضينا العريق. ماضينا هو أكثر حاضرنا، فلنتقن ذكراه ونصون رواسبه، كي لا نشعر بالغربة عن الوطن. تراثنا ثروة، والثروة قوة لنحتفظ بها لأن القوة فضيلة. ها نحن اليوم سنشهد حجارة هذا القصر تداعب الفرق الفنية الآتية من بلاد التنين لنتكلم معها لغة التعاون والحوار والالفة".

وشكرت كل من ساهم في إنجاح الاحتفال.

كيجيان
وألقى كيجيان كلمة بالعربية قال فيها: "ستستقبل جمهورية الصين الشعبية عيد ميلادها السبعين بعد يومين، وبهذه المناسبة السعيدة يقام هذا اللقاء الثقافي الفني، بالتعاون بين وزارة الثقافة والسياحة الصينية والسفارة الصينية لدى لبنان وجمعية "ابساد" APSAD وبلدية بعبدا- اللويزة. أتوجه اولا بشكر خاص لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسيدة الأولى لتوجيه رسالة التهنئة بالعيد الوطني الصيني واشادتهما بالتعاون الثقافي المثمر بين الصين ولبنان. كما انتهز هذه الفرصة لاعرب عن تقديري الخالص لتشريفكم، واتوجه بشكر خاص الى السيدة ريا الداعوق لما قدمت من الدعم الكبير لهذا اللقاء".

أضاف: "الحضارة الصينية بتاريخها الطويل تعتبر جزءا مهما للحضارة البشرية، وفي تاريخها الطويل كانت الامة الصينية تعيش عصرا مزدهرا ومرت عليها ايام صعبة، وظلت الافكار الموجودة في الثقافة الصينية المتمثلة ب"اختيار الحكام من الاكفاء"، والانسجام في التنوع، و"الشعب اساس للدولة"، و "نبذ الفاسد واختراع الجديد" من مصادر القوة التي تشجع الامة الصينية في مسيرتها للكفاح".

وتابع: "يتميز لبنان بتاريخ عريق وثقافات متنوعة. ولبنان يحتضن عددا كبيرا من الشخصيات الثقافية والفنية التي تتمتع بشهرة عالمية. لبنان بالنسبة للصين شريك مهم في بناء "الحزام والطريق"، نشجع وندعم تكثيف تبادل الافراد بين الطرفين وتعزيز التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والفنون والتربية والتعليم العالي. نعمل الآن على انشاء "مركز ثقافي صيني" في بيروت وندفع الانطلاق في اقرب فرصة، لمشروع "المعهد العالي للموسيقى اللبنانية"، بهبة من الحكومة الصينية واتطلع إلى دعوتكم في المستقبل القريب إلى حضور عروض فنية صينية او لبنانية في القاعة الرئيسية للمعهد الجديد".

وقال: "من بين الأغنيات التي سنسمعها اليوم اغنية اسمها "أيام سعيدة"، التي تغني عن الطمأنينة في عصر السلام والازدهار. وانا على يقين بأن كلمات هذه الأغنية تجسد التطلعات المشتركة للشعب الصيني والشعب اللبناني وشعوب العالم كلها. ان الصين مستعدة للعمل مع الشعوب الأخرى على دفع التنمية والسعي في تعاون وبناء مجتمع ومصير مشترك للبشرية".

وختم: "أتمنى النجاح لفناني "مسرح اوبرا" في محافظة انهوي الصينية وأتمنى للحاضرين وقتا سعيدا".

داود
وألقى وزير الثقافة كلمة للمناسبة قال فيها: "تتمازج في نفسي المشاعر وأنا أقف على منبر هذا المعلم التاريخي، فالمكان تفوح منه رائحة التاريخ والمناسبة مميزة تحيي فينا أواصر الصداقة لجمهورية الصين العظيمة، والمنظمين لهذه التظاهرة الفنية هم من أهل البيت وسند أساسي لوزارة الثقافة، وحضوركم جميعا يبعث فينا الأمل والتحدي للنهوض من هذه الدوامة التي نتخبط بها".

أضاف: "تلقيت باعتزاز دعوتكم لحضور هذا الاحتفال الموسيقي، إحتفاء بذكرى مرور سبعين سنة على قيام جمهورية الصين الشعبية، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا الثناء وتأكيد عمق العلاقات بين الصين ولبنان المتجذرة في التاريخ، فجمهورية الصين الشعبية لا تألو جهدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي لبلدنا في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية، وما إنشاء "المعهد الوطني العالي للموسيقى"، في منطقة النقاش - الضبية، بتمويل صيني، سوى إشارة واضحة إلى مدى حرص الصين على التعاون والتقارب مع لبنان توطيدا لأواصر الصداقة بين البلدين".

وتابع: "استهليت كلامي بالحديث عن المنظمين لهذا الاحتفال وعلاقتهم بوزارة الثقافة، ولا بد في هذا السياق من الإشادة بالدور الريادي لجمعية "أبساد" في مجال حماية التراث المعماري. فمنذ تأسيسها في الستينات، وهي تعمل جاهدة جنبا إلى جنب مع وزارة الثقافة للحفاظ على إرثنا المعماري وتأهيله وترميمه. وإدراكا منها أن التراث المبني لا يقل شأنا عن التراث الموسيقي، تسعى حاليا هذه الجمعية إلى توسيع نشاطها الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة لتحويل بيت الفنان زكي ناصيف، الذي سبق أن رممته، إلى فرع من فروع المعهد الوطني العالي للموسيقى".

وختم: "من دواعي سرورنا اليوم أن نتشارك مع جمهورية الصين الشعبية الاحتفال بعيدها السبعين، وأن تصدح موسيقى فرقة Chinese Anhui Opera في أرجاء هذا الصرح، فالموسيقى وسيلة تواصل وتقارب بين مختلف الشعوب، وجزء من عملية البناء المجتمعي، وسقف حماية لأجيالنا الصاعدة، وسلاح نحارب به الآفات الإجتماعية. وختاما، لا بد من تقديم الشكر لكل من السفارة الصينية، جمعية أبساد، بلدية بعبدا - اللويزة، ولكل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذا الحدث الموسيقي، والشكر موصول إلى الحضور الكريم".

الحلو
وألقى الحلو كلمة بلدية بعبدا قال فيها: "أود في البداية توجيه تحية محبة وتقدير من بعبدا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيد القصر والعين الساهرة على بعبدا ولبنان. إنه لشرف كبير أن تقيم جمهورية الصين الشعبية احتفال العيد السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية في سرايا بعبدا الأثرية. نتقدم منكم يا سعادة السفير ومن شعبكم العظيم باحر التهاني، متمنين لبلدكم دوام النجاح والتقدم والازدهار، وبالمناسبة أحيي السيدة داعوق على جهودها للحفاظ على الأبنية الأثرية في لبنان، وهي القائلة في صيف 2018 من على هذا المنبر في خلال احتفال "بعبدا تحيي تراثنا": "هذا القصر يوازي بأهميته القصر الحكومي وبيت الدين، وهو من الحقبة الزمنية عينها".

وشكر الحضور والقوى الأمنية وكل من ساهم في الاحتفال.

وقدم اداء ثقافي لمسرح "انهوي الصيني" تخللته لوحات فنية غنائية من الأوبرا الصينية وعروضات راقصة تراثية وألعاب اكروباتيك وعزف منفرد على الناي.