9 صفر 1447

الموافق

الأحد 03-08-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

لبنانيات

حرب "الإلهاء" مع "حزب الله" بدأت.. القاع أولاً
حرب "الإلهاء" مع "حزب الله" بدأت.. القاع أولاً
2016-06-28

1,189

لا يختلف إثنان على أن العناية الإلهية ساهمت في الحدّ من عدد الضحايا في بلدة القاع البقاعية التي أستهدفت بثماني عمليات في أقل من 24 ساعة، فما هو هدف هذا الإستهداف للساحة اللبنانية.. ولماذا القاع؟

منذ أكثر من شهر تقاطعت معلومات إستخبارية لدى جهاز أمن المقاومة مع قراءة سياسية تقول بأن الساحة اللبنانية لم تعد في مأمن وأن القرار أخذ في مكان ما لتخريب الإستقرار في لبنان.

بنى "حزب الله" تحليلاته التي دُعمت بكّم لا بأس به من المعلومات، بأن الضغط الذي يتعرض له تنظيم "داعش" في العراق تقطع مع قرار إقليمي بإشغال "حزب الله" ودفعه إلى الساحة اللبنانية، إن كان من خلال العقوبات المصرفية التي كادت تُهدد الإستقرار أو من خلال تفجيرات إرهابية في العديد من المناطق اللبنانية، الأمر الذي دفع الحزب إلى تشديد إجراءاته الأمنية في الضاحية، وزيادة التنسيق مع الأجهزة الأمنية الرسميىة مما أدى إلى كشف العديد من الشبكات الإرهابية في الأسابيع الماضية، أعلن عن بعضها في حين لم يعلن عن أخرى، وبقيت الأمور على حالها حتى حصول التفجيرات الإرهابية أمس في القاع، لكن ما هو الهدف الذي يقف وراء هذه التفجيرات؟

 

الحديث عن أن هدفاً إستراتيجياً يقف وارء إعتداءات القاع خارج عن السياق العام للتطورات الميدانية التي شهدها الميدان السوري في السنوات الماضية، إذ إن القول بأن "داعش" يهدف إلى الدخول إلى القاع كمقدمة للوصول إلى البحر ليس منطقياً، فالتنظيم الذي فقد كل إمكانية إتصال جغرافي مع لبنان من سوريا لن يستفيد من الوصول إلى البحر في تغذية دولته بمنفذ بحري يكون بمثابة خطّ إمداد، وخاصة بعد السيطرة على تدمر والقريتين.

 

وحتى لو أراد الإرهابيون الوصول إلى البحر إنطلاقاً من نقاط تمركزهم في القلمون فالأمر يبدو متعذراً، إذ إن قدراتهم البشرية في القلمون لا تمّكنهم من خوض أي معركة هجومية في ظل الحصار الذي يتعرض له في الجرود.

 

كما أن التفجيرات الإرهابية لم تترافق مع هجوم عسكري من الجرود في إتجاه البلدة للقول بأن الهدف كان السيطرة عليها، الأمر الذي ينفي أي قرار بالدخول العسكري إلى أي من قرى البقاع.

 

لكن ماذا لو كان الهدف توجيه رسالة إلى الشارع المسيحي في لبنان؟

إن معرفة كيفية تنفيذ العمليات الإرهابية الثماني توحي بأن الإرهابيين لم يكونوا في طور تنفيذ خطة واضحة ومدروسة، إذ إن تفجير 4 إنتحاريين أنفسهم عند الرابعة فجراً لا يُحقق أي هدف فعلي.

مصادر مطلعة تؤكد أن التحليل الأولي للمعطيات الميدانية تشير إلى أن كشف الإرهابيين فجراً أدى إلى تفجير أنفسهم، وتالياً دخول الجيش وتطويق المنطقة مما أدى إلى محاصرة كل الخلايا النائمة في البلدة مما دفعها إلى القيام بردة فعل مساءً.

وتسأل المصادر: "ألا يمكن إيصال رسائل سياسية بإنتحاري واحد؟ بماذا يفيد تفجير 8 إنتحاريين أنفسهم في بلدة صغيرة؟ على الأرجح أن الإنتحاريين كانوا سيتوجهون إلى مناطق أخرى مع إمكانية أن تكون القاع أحد أهدافهم".

وتستنتج المصادر بأن الهدف هو التفجير بغض النظر على المنطقة مع التركيز على مناطق "حزب الله".

إشغال "حزب الله" وحرب المعابر..

إن قراءة الحدث الإرهابي في بلدة القاع ضمن سلسلة تطورات ميدانية تحصل في سوريا والمنطقة، تفرض العودة إلى حدثين، تصريح الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل أيام، والذي شرح فيه أهمية معركة حلب وحتمية حصولها ودور الحزب فيها، والتفجيرات التي تعرض لها حرس الحدود الأردني، والتي تهدف إلى الضغط على الحكومة الأردنية من أجل إعادة دعم الجبهة الجنوبية لإشغال الجيش السوري عن معارك الشمال والشرق.

هذه القراءة تحسم بأن القرار بالتفجيرات الإرهابية في القاع يهدف إلى إشغال "حزب الله" في الداخل اللبناني من خلال إجباره على تطوير دوره الأمني لإيقافها، كذلك لجرّه إلى معركة كبيرة في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وذلك من أجل تأجيل معركتين أساسيتين، دير الزور وحلب.

ولذلك، يسعى "داعش" إلى فرض توازن قوة وربط دير الزور بلبنان، أي أن أي تهديد لمعابر التنظيم بين العراق وسوريا في دير الزور سيؤدي إلى فتح "معابر" الموت والإرهاب إلى لبنان.

فهل تكون تفجيرات القاع بداية البدايات؟

أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtوظيفة شاغرة في جمعبة المقاصد - صيداla salleقريبا "Favorite"