اقليم الخروب - أقام مكتب النقابات والمهن الحرة المركزي في حركة "أمل"
إفطاره السنوي، في منتجع "الجية مارينا" - الجية، بمشاركة وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود، والنواب: أيوب حميد، ميشال موسى، علي بزي، قاسم هاشم، وهاني قبيسي، الوزير السابق شكيب قرطباوي واعضاء من قيادة "أمل" وهيئة الرئاسة فيها وشخصيات نقابية من مختلف القطاعات والأحزاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد "أمل"، وتقديم من عليا مغنية، ألقى المسؤول عن مكتب المهن الحرة في الحركة مصطفى فواز كلمة وجه فيها "التحية الى امام المقاومة والوحدة (الإمام موسى الصدر) في عيد المقاومة والتحرير، الذي علمنا ان لا انتصار على العدو من دون الوحدة الوطنية"، وأشار الى "ان نقابات المهن الحرة والهيئات الاقتصادية والجمعيات هي مساحات للحوار الوطني والمهني"، وأكد "ان هذه المؤسسات ضرورة وحاجة وطنية لنشر ثقافة العمل الجماعي والتزام القانون وتطوير الوعي الوطني العام في العلاقة مع المؤسسات"، ودعا القوى النقابية كافة "الى الحوار لصوغ مشروع وطني بهدف رسم خارطة طريق لهذه المؤسسات بما يجيب عن تساؤلات الحاضر ومتطلبات المستقبل".
قبلان
ثم ألقى عضو هيئة الرئاسة في الحركة رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان كلمة استهلها بالحديث عن "معاني رمضان وأيامه المباركة"، متمنيا ان "تكون تلك الايام ملؤها المحبة والتوفيق وقبول الأعمال والسلام والإستقرار لأهلنا في هذا الوطن".
وقال: "نلتقي في هذه الأمسية وبلدنا ومنطقتنا على عتبة جملة من الإستحقاقات الكبيرة في الداخل وفي الخارج. في لبنان نلتقي معا، ونحن غداة أول يوم من عيد التحرير، هذا العيد الذي صنعه انساننا في لبنان، وصنعه شعبنا واهلنا الذين إلتفوا بوحدة وطنية لم يكن لها مثيل، والذين ساروا في مسار المقاومة لتحرير الأرض، واخراج المحتلين من ارض الجنوب، ولإعلاء صورة الوطن عاليا في سماء الأمة. هذه الأمة التي أصيبت بمجملها ومعظمها بالنكبات والنكسات والهزائم، فجاء لبنان بوحدة شعبه ليسير عكس الركب الذي سار عليه كل ابناء هذه الأمة، فسار بركب مواجهة الإحتلال، وبإرادة قوية أقوى من اي سلاح كان، وهي أفعل من اي سلاح، فدفع اهلنا في الوطن ضريبة التحرير، ولكنهم اكتسبوا معنى الحرية والكرامة والإستقلال والإنتصار، فأخرِج الإحتلال، الذي قيل لنا يوما انه جيش لا يقهر لا تقاتلوه بل سايروه، لأن "العين لا يمكن ان تقاوم المخرز"، ولأن سلاحكم لا يستطيع مواجهة السلاح الذي يملكه العدو، فجاء رجل من رجالات الوطن في تلك الحقبة، السيد موسى الصدر ليقول للشعب اللبناني: "اذا اردتم العيش بعزة وكرامة، فعليكم ان تتوحدوا حول القضايا التي تهم شعبكم ووطنكم، وعليكم مواجهة هذا الاحتلال وعدم الخوف من اسرائيل، فهي لا تستطيع قتل ارادة الشعوب، فيمكنها ان تحتل القرى والبلدات، ويمكنها ان تهجر قرى وبلدات، ولكن لا يمكنها ان تقتل ارادة الحياة والصمود بكم".
وأضاف: "قاتلوا الإحتلال بأيديكم وبأسنانكم وبسلاحكم، وشرط هذا القتال الوحدة الوطنية، وسلام داخلي في لبنان بين كل الطوائف والمذاهب والجماعات في لبنان. لقد انتصر لبنان، ومن انتصر ليس حزبا ولا طائفة ولا فئة ولا مجموعة، فالذي انتصر هو كل لبنان، لأن اندحار اسرائيل عن ارضه، يسجل لهذا الوطن الصغير رغم امكاناته الاقتصادية وعديده المحدود، وقد استطاع الانتصار على هذا العدو وان يصمد. اليوم يحتفل لبنان بهذا العيد في 25 ايار، بينما بماذا يحتفل العرب؟ سوى بالنكبة والنكسة والهزيمة والتراجع. هذه الأمة تحتفل بنكباتها ونكساتها، ولبنان يحتفل بإنتصاره، فأين لبنان بإمكاناته المحدودة؟ واين هذه الأمة المليئة بالثروات وغيرها؟ انه يوم وطني لكل لبناني حر وشريف، وعلينا التمسك بهذا اليوم، وعلينا الإلتفاف حول الأسس التي تجمع وتوحد بين مكونات هذا المجتمع ومكونات البلد".
وتابع: "نحن في لبنان، وعلى صغر حجمنا وقلة عددنا وعديدنا، يمكن ان يبقى صوتنا مدويا في سماء هذه الأمة، وان يبقى رأسنا مرفوعا، لأننا لم ننحن امام العدو، فلنحافظ على هذا الإنتصار ولنحفظ هذا الوطن وهذا البلد. أقول هذا الكلام لأننا في المنطقة ربما على حافة إستحقاق شديد وكبير وخطير، حيث بدأ العالم بتنقيذ ما يسمى "صفقة القرن"، وأول بوادرها المؤتمر الإستثماري، والذي هو حوافز لكل من يريد أن يستسلم مجددا، ومؤتمر حوافز لكل من يريد ان يدير ظهره لهذا العدو وهذا المشروع، وربما قائل وما شأنكم انتم في لبنان، انها صفقة بين الكبار ومشروع اميركي في المنطقة؟".
وأكد "انه مشروع أميركي في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية"، وقال:"اننا على تماس مباشر بالتاريخ وبالجغرافيا وبالسياسة والقيم مع هذه القضية، فلا يمكن ان تفك عروة التواصل بين لبنان والقضية الفلسطينية، فهذه هي قواعد التاريخ والجغرافيا. وبعد هذا المؤتمر سيأتي من يقول بتصفية القضية الفلسطينية، وتصفية احد بنودها الرئيسية اسقاط حق العودة للشعب الفلسطيني المنتشر في الشتات، يعني يبقى الشعب الفلسطيني موزعا حيث هو في دول الجوار، وهذا يعني اننا امام مشروع التوطين الذي اختلفنا عليه في لبنان، والذي ربما كان جزءا من الحرب الأهلية في السبعينات، مشروع التوطين الذي نرفضه جميعا".
ورأى "ان لبنان على عتبة أخطار كبيرة من جراء هذا الوضع، تستدعي رفع درجة الإستعداد والإنتباه بين كل المكونات، وان نخرج من سياسة الصغائر والكيدية التي تمارس في هذا القطاع ذاك، وان نعمل على تجنيب بلدنا الأخطار المقبلة،" داعيا الجميع الى "عيش حال طوارئ وطنية كبرى في مواجهة الإستحقات المقبلة"، مشيرا الى ضرورة "اسقاط كل التحفظات الداخلية بين بعضنا البعض وكل عناوين العزل والاستئثار التي نراها من هنا ومن هناك، وعلينا جمع الجميع حول طاولة واحدة والتفكير في حماية بلدنا وانساننا في هذا الوطن من الأخطار المقبلة الموجعة".