بعيداً عن السجالات والانقسامات السياسية حول تقييم عملية «حزب الله» في جرود عرسال، أدّى تدخل المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم لإيجاد «حل سياسي»، يُوقف نزيف الدم المتبادل، ويؤمّن خروج المسلحين من مغاور الجرود ووديانها إلى الرقة وإدلب!
ليست المرة الأولى التي يخوض فيها اللواء إبراهيم معترك المفاوضات الشاقة والصعبة مع «النصرة»، ويخرج منها بسلام وبالنتائج المتوخاة. تجربة تحرير راهبات دير معلولا كانت البداية التي استأثرت باهتمام عالمي منقطع النظير، سواء في الفاتيكان، أو في عواصم القرار، حيث تمّ تحرير العشرات من الراهبات قبل أن يصيبهن أي أذى، رغم الصعوبات اللوجستية والمادية التي كادت تعطل المفاوضات أكثر من مرّة.
وقاد اللواء إبراهيم بجدارة، وبكثير من الحكمة والحنكة، مفاوضات إطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى «النصرة»، بعدما كان أمسك بعناصر مهمة من هذا التنظيم الإرهابي، استطاع من خلالها الضغط على أبو مالك التلي لوقف عمليات الذبح التي طالت عدداً من العسكريين الشهداء.
ويأتي نجاح العملية الكبيرة أمس، والتي تضم حوالى 9 آلاف من المسلحين وعائلاتهم والنازحين، لتؤكد مرّة أخرى، قدرة الدولة اللبنانية، عبر أجهزتها الأمنية، على التعامل مع الملفات الصعبة، والحفاظ على أمن وسيادة الوطن، عندما تتوافر الرؤية الاستراتيجية، المدعومة بالقرار السياسي، والموقف الوطني الواحد والجامع لمعظم ألوان النسيج اللبناني.
لبنان يشدّ على يدّ اللواء عبّاس إبراهيم مهنئاً، ويتطلع إلى نجاح الجيش في مواجهته المنتظرة مع «داعش» لاسترجاع مرتفعات القاع ورأس بعلبك من المسلحين الإرهابيين، والتخلص من تهديداتهم المستمرة لأمن المنطقة وسلامة سكانها.
عيد الجيش اليوم، هو موضع فخر واعتزاز كل لبناني، وسيتحوّل إلى عيدين مع إعلان اندحار عناصر «داعش» من الأراضي اللبنانية!