يمر القطاع الزراعي بتحدّيات جمة وكبيرة رغم المساعي الكبرى التي تبذل من قبل الوزارة الحالية وعلى رأسها الوزير القادم من خلفية وتجربة  أكاديمية تساهم في بذل الجهود وتطور القطاع، ليبقى السؤال الذي يطفو على سطح المشهد: كيف سيغدو واقع القطاع في المستقبل القريب في ظل الانهيارات المتتالية والتحديات الكبرى التي تفتك بلبنان من كل حدب وصوب؟

في قراءة بداية للمشهد العام يرى وزير الزراعة اللبناني الدكتور نزار هاني ان "كل الأطراف الموجودين في الحكومة ينبثق وجودهم انطلاقا من البيان الوزاري وخطاب القسم، بحيث أن السلاح المركزي  الذي يجب أن يتواجد في لبنان هو سلاح الجيش اللبناني والدولة اللبنانية وفق هاني، والنقاط السبع التي ذُكرت من قبل رئيس الجمهورية في عيد الجيش هي الركائز التي يقارب فيها العهد المراحل المستقبلية ومن هذه النقاط  حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى وتأمين الدعم للجيش اللبناني بمعدل مليار دولار لمدة 10 سنوات بما يمكنه من التزود بمقومات القوة لمواجهة كل التحديات مع الاعتراف بدور سلاح المقاومة في تحرير لبنان، وعند تحقيق تلك المقاربات التي أشار إليها الرئيس عون تبدأ مرحلة مختلفة تكون اولى بوادرها إعادة الإعمار وعودة الأهالي إلى بلداتهم، تأتي متوازية مع الأمن والاستقرار والسلام وعودة الدور الطليعي على مستوى المنطقة ونسج أفضل العلاقات مع الدول العربية".

زراعيًّا، يؤكد هاني ان "إعادة النظر في الخارطة الزراعية هي المخطط القادم ضمن الاستراتيجية الزراعية التي نسعى لتجسيدها في المرحلة المقبلة، بحيث انه يجب أن يقلّ استعمال الأسمدة وتكون الزراعة متكيفة مع المتغيرات المناخية، وثمة مشروع كبير هو مشروع Gate مع البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار يصب في خانة تطوير القطاع وتعزيز آليات الوصول لدعم وقروض للمزارعين وتسجيل المزارعين في كل لبنان، حتى تتعزز هوية المزارع ويتم ربطه مع المُصنٌّع والمسوّق بما ينعكس على خطة التسويق الداخلي والخارجي على حدٍّ سواء، وهنا ثمة زراعات كزيت الزيتون والعسل والصناعات الغذائية التي يتميز بها لبنان ستطفو على سطح المشهد".

ينهي وزير الزراعة مؤكدا أن "لبنان بلد متوسطي يسمح له مناخه وموقعه أن يذهب بعيدا في الإنتاج الزراعي  وديمومة الزراعة اللبنانية تعتمد على الأسمدة والأدوية، بالإضافة لخلق نظام غذائيٍّ افضل والانتقال لأسواق داخلية وخارجية بشكل متوازٍ".