8 صفر 1447

الموافق

السبت 02-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

لبنانيات

أخبار لبنانية

قصة نجاح كتبتها الإرادة: سامر وهبي وابنته يتحدّيان الزمن والتعليم معاً..
قصة نجاح كتبتها الإرادة: سامر وهبي وابنته يتحدّيان الزمن والتعليم معاً..
جنوبيات
2025-08-02

141

في خطوة تُجسّد الإصرار والعزيمة، عاد الزميل الصحافي سامر وهبي إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع طويل دام 35 عامًا، ليخوض الامتحان الرسمي جنبًا إلى جنب مع ابنته فرح، في مشهد استثنائي جمع بينهما، الحلم والتحدي، العائلة والطموح.

فيما كانت فرح تتقدم لنيل شهادة البكالوريا - فرع علوم الحياة، كان والدها سامر يجتاز امتحانه في الامتياز الفني - اختصاص إخراج، متحديًا الزمن والظروف، فنجحا معًا، وكان النجاح بتقدير جيد جدًا لكليهما.

عزيمة لا تشيخ

يؤمن الزميل وهبي أن الامتحان ليس مجرد شهادة، بل شهادة على أن الطموح لا يسقط بسنوات العمر، وأن الإرادة الحقيقية لا تعرف اليأس. قراره بالعودة إلى الدراسة لم يكن نابعًا من فراغ، بل كان كسرًا لحاجز الزمن، وتأكيدًا على أن القلب الذي يحمل الحلم لا يشيخ.

ورغم التزامات العمل والظروف اليومية الصعبة، وخاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على الجنوب اللبناني، خاض سامر عامه الدراسي بإصرار، موزعًا وقته بين المهنة والتعليم والعائلة.

تجربة مزدوجة في قاعات الامتحان

وفي مفارقة لافتة، خاض وهبي الامتحانات الرسمية في الأيام ذاتها التي تقدمت فيها ابنته فرح للامتحان، بينما كان ابنه هشام ينهي آخر امتحاناته الجامعية، فكان البيت كله يعيش حالة تعب واستنفار تربوي، لكن بروح واحدة وعزيمة لا تهتز.

يتحدث وهبي عن شعور "مفعم بالقلق والعزيمة"، حين كان في قاعة الامتحان، وقلبه موزّع بين متابعة أسئلة الامتحان، والتفكير بابنته المتوترة، وبعمله، وبالمهام الملقاة على عاتقه، كل ذلك في غياب الهاتف لساعات طوال. لكن التحدي، كما يقول، يصبح أسمى حين يرى أمامه طلابًا يمتحنون في ظل الغارات، دون أن تردعهم أو ترهبهم، بل تزيدهم إصرارًا.

شكر لمن كانوا خلف هذا النجاح

يشير وهبي إلى أن الفضل في تحفيزه للعودة إلى الدراسة يعود إلى مدير معهد المنار محمد عطوي، الذي احتضن تجربته وآمن بها، وقدم له الدعم والتشجيع. كما خصّ بالشكر مديرة التعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، التي أشرفت على تنظيم الامتحانات في ظل ظروف استثنائية، ووفرت أجواء آمنة للطلاب، والمدير التربوي نادر صبرا لدعمه الدائم.

فرح: "أنا فخورة… أنا بنت سامر وهبي"

أما ابنته فرح، فوصفت التجربة بأنها "ليست مثل أي تجربة"، وقالت: "أنا وبابا قررنا نخوض التحدي سوا. درسنا، شجعنا بعض، وتعبنا معًا، كأنه كنا نعيش حلم واحد، خطوة بخطوة. بابا كان السند الحقيقي، مش بس بالكلام، بالفعل وبقلبه الكبير".

وأضافت بتأثر: "ماما، وغزل، وهشام… كانوا الدعوة الطيبة، وكانوا الأمان يلي بيكبرنا من جوّا. النجاح طعمه غير لما بيجمع عيلة وحدة، قلبها واحد. وأنا اليوم بقولها بصوت عالي: أنا فخورة… إني بنت سامر وهبي".

بهذا النجاح، أثبت الزميل سامر وهبي أن الوقت لا يسلب الأحلام، بل يمنحها قيمة مضاعفة حين تُروى من جديد بإرادة، ويُعاد عيشها بروح شابٍ رغم تقدم السنوات. نجاحه ليس شخصيا فقط، بل هو رسالة لكل من يعتقد أن الوقت قد فات: لا وقت يفوت إن كان الحلم حاضرًا، والعزيمة صلبة.

جنوبيات
أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtوظيفة شاغرة في جمعبة المقاصد - صيداla salleقريبا "Favorite"