لبنانيات
أخبار لبنانية
تغيير خرائط وتقسيم وتحكّم بخط الغاز.. "إسرائيل" تستولي على دور لبنان الإقليميلا تقتصر الإعتداءات والخروقات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 واحتلال تلال استراتيجية في الجنوب وعمليات التوغل الدورية في قرى حدودية، مجرد عمليات عسكرية، بل هي تأتي في سياق مدروس، هدفه إعادة رسم خريطة المنطقة، وقد بدأت إسرائيل بتنفيذه في سوريا حيث سيطرت على جبل الشيخ ثم على منطقة السويداء بعد درعا والقنيطرة. ومن أجل الوصول إلى تعزيز سيطرتها على هذه المناطق، بدأت إسرائيل العمل لإنشاء كيانات ودويلات طائفية تمنح المبررات للدولة اليهودية كما يلاحظ الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يشير العميد ملاعب إلى أن تقسيم الدول في الشرق الأوسط، قد طُرح من أجل الحفاظ على الكيان الإسرائيلي المحتل، بعد إقرار يهودية الدولة عام 2018، بعدما كان الإسرائيلي عوديد يانون قد أكد في العام 1982، أن "حفظ إسرائيل يكون بإنشاء كيانات طائفية أو قومية في المنطقة"، وقد أيّده بعدها المؤرخ الشهير برنارد لويس الأميركي في العام 1993، والذي اعتبر أن "تقسيم الدول المحاذية لإسرائيل طائفياً وإتنياً، يعطي إسرائيل مبرّراً كدولة لليهود، على أن يتمّ تقسيم العراق إلى أربع دول وسورياً إلى 4 دول أيضاً، ولكن من دون أن يأتي على ذكر لبنان".
إنما اليوم، يتابع ملاعب، أن بنيامين نتنياهو يجد نفسه أمام فرصة يريد استغلالها من لبنان وغزة وسوريا، لطرح شرق أوسط جديد.
أمّا عن أسباب طرح نتنياهو لهذا التغيير، فيجد ملاعب ، أن "عولمة الإقليم، تقتضي قيام دولة تمتلك مقومات السيطرة في هذه المنطقة، ولكن ليس السيطرة على الجغرافيا بقدر ما هي السيطرة على مواقع التواصل بالأقمار الصناعية والتحكّم بقطاع الإتصالات والذكاء الإصطناعي، وأن تكون للدولة المسيطرة، خطوط اتصال جغرافي من خلال سكك حديد مع الدول المجاورة وخطوط نفط، وصولاً إلى التحول إلى مركزٍ رئيسي محوري في الإقليم، وباختصار الإستيلاء على الدور الذي كان يقوم به لبنان قبل الحرب في العام 1975".
ومع مخطط إسرائيل لتغيير الخرائط، يقول ملاعب إنه "من المؤسف أن لبنان كان قد شغل في السابق موقعاً أساسياً في المنطقة، وكان يشكل عقدةً للإقليم ونقطة ترانزيت من خلال مرفأً بيروت، كما كان في طليعة دول الشرق الأوسط، ويحتل المركز الأول من خلال القطاعات التعليمية والصحية والسياحية، ويشكّل موئلاً للديمقراطية ومقراً للشخصيات المغضوب عليها في دولها، وصولاً إلى دوره المالي البارز بسبب قوة قطاعه المصرفي الذي حقّقته السرية المصرفية".
ويشير ملاعب إلى أنه بعد تفجير مرفأ بيروت، إنتقلت من الإستثمارات الإماراتية إلى "مرفأ حيفا كبديل لمرفأ بيروت، فيما باتت إسرائيل مقراً للشركات العالمية الرائدة في قطاع التكنولوجيا، فيما تسعى إسرائيل ومنذ سنوات لأن تصبح عقدة خطوط الغاز في المنطقة، وتتحكم بالتالي بخطوط الغاز والنفط، إذ باتت هي من يستثمر الغاز المصري بواسطة خط الغاز العربي وقررت أن يكون هناك خط غاز سُمّي بخط غاز الشرق الأوسط ويخرج من إسرائيل إلى قبرص فاليونان، ويجمع 6 دول تمرّر غازها في هذا الخط، علماً أنه قد ألغي هذا الخط سابقاً نظراً لتكاليفه المرتفعة، ولكن الهدف الإسرائيلي بإيصال الغاز إلى أوروبا، ما زال قائماً".