8 صفر 1447

الموافق

السبت 02-08-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

"جيشنا فخارنا.. سياج الوطن"!
"جيشنا فخارنا.. سياج الوطن"!
القاضي م جمال الحلو
2025-08-01

165

في كلّ بلاد الدّنيا، ثمّة جيوش تحفظ الحدود وتصون السّيادة، لكن في لبنان، للجيش معنى آخر، ودور أبعد من المهام العسكريّة التقليديّة؛ فهو الحامي الأمين لوطنٍ متعب، والرّكن الثّابت في دولةٍ تتقاذفها الأهواء والانقسامات، والدّرع الصّلب الذي يردّ عن اللبنانيّين عواصف الفتن وسموم الطائفيّة والتّشرذم.

 إنّه جيشنا اللبناني، رمز الفخار والعنفوان، وسياج الوطن الذي لا ينام.

منذ ولادته، لم يكن الجيش اللبناني مجرّد تشكيل عسكري، بل كان ضمير الوطن الحيّ، ومرآة لوحدة اللبنانيّين الحقيقيّة. وحده الجيش بقي فوق النّزاعات، نابذًا التحزّب، متمسّكًا بالقسم، مؤمنًا بأن لبنان أسمى من الطّوائف والمصالح، وأغلى من كلّ اصطفاف عابر أو حساب فئوي ضيّق.

لقد قدّم الجيش اللبناني أغلى ما يملك في سبيل أن يبقى لبنان، فارتقى من صفوفه الشّهداء، وزُفّت نعوش أبطاله مضمّخةً بدماء العزّ، من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب، ومن الجرود الباردة إلى الأزقة الملتهبة. في معارك نهر البارد، وفي مواجهة الإرهاب في عرسال وجرود رأس بعلبك، وفي التّصدي للاعتداءات على الحدود الجنوبية، كان الجيش دومًا في الميدان، يُرهب الأعداء، ويزرع الطمأنينة في قلوب النّاس.

وليس غريبًا أن يلتفّ اللبنانيّون بكلّ طوائفهم حول جيشهم، لأنه لم يكن يومًا أداةً بيد أحد، بل ظلّ على الدّوام ركيزة الثّقة الوطنيّة، ومعبرًا إلى الأمل بوطنٍ لا يُحكم إلا بالقانون، ولا تُحمى فيه الكرامات إلا بالمؤسّسات.

ولأن الجيش اللبناني يتحمّل العبء الأكبر في زمن الأزمات، من الأمن إلى الإغاثة، ومن ضبط الحدود إلى حماية السّلم الأهلي، فإنّ الدّعم له ليس خيارًا، بل واجبٌ وطني وأخلاقي.
 الدّعم لا يعني التّسليح فحسب، بل يشمل صون كرامة الجندي، وتأمين حياة لائقة لعائلته، واعتبار المؤسّسة العسكريّة خطًا أحمر لا يُمسّ.

في عيد الجيش، لا تكفي الكلمات، ولا تفي الخطابات حقّ هذا البطل الجماعيّ الصّامت. وحده الوفاء الحقيقيّ يُترجم بوقوف الدّولة والشّعب إلى جانب هذه المؤسّسة التي ما توانت يومًا عن أداء رسالتها.

جيشنا فخارنا.. سياج الوطن، وسياجه باقٍ ما بقي لبنان. 
سيظلّ هذا الجيش صخرةً تتحطّم عليها أطماع الخارج، وجدارًا يتهاوى أمامه كلّ من تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد واستقرارها.
 بوركت سواعدكم، أيّها الأبطال، ودام الوطن بخير لأنّكم فيه.

جنوبيات
أخبار مماثلة