نافذة على لبنان >نافذة على لبنان
اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية تكشف عن برنامج مهرجانها السادس لعام 2025


جنوبيات
برعاية وزارتي السياحة والثقافة وبحضور وزيرة السياحة السيدة لورا لحود ومشاركة الموسيقار الفنان مارسيل خليفة، أطلقت لجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية ، الدورة السادسة للمهرجان - صيف 2025 ، في لقاء عقد في خان الإفرنج في المدينة ، أعلنت خلاله رئيسىة اللجنة نادين كاعين عن موعد ومكان وبرناج المهرجان الذي سيقام في 6 و7 و 9 آب 2025 في مرفأ المدينة القديم بمحاذاة قلعة صيدا البحرية، ويتضمن في الليلة الأولى أمسية موسيقية غنائية بعنوان "راجعين بلحن كبير" تحييها الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار في لقاء فني مميز مع الفنان الكبير غسان صليبا قيادة المايسترو أندريه الحاج . وفي الليلة الثانية تحيي للفنانة نانسي عجرم حفلاً غنائياً في ثاني اطلالة لها ضمن مهرجانات صيدا. ويختتم المهرجان بحفل للموسيقار الكبير الفنان مارسيل خليفة. ويرافق المهرجان سوق للمأكولات.
شارك في اللقاء : ممثل وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة مدير عام الوزارة الدكتور علي الصمد، محافظ الجنوب الأستاذ منصور ضو، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، ممثلة رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفاتوار الدكتورة هبة القواس الإعلامية ماجدة داغر.
وحضره: النائب الدكتور أسامة سعد، ممثل بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، ممثل النائب الدكتور عبد الرحمن البزري كريم البابا، مدير عام مرفأ صيدا عماد الحاج شحادة، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، امين المال في الجمعية محمود حجازي، الرئيس السابق للبلدية الدكتور حازم بديع، رئيس بلدية بقسطا الأستاذ إبراهيم مزهر، العميد محمد الشريف، السفير عبد المولى الصلح، مدير مكتب النائب سعد طلال أرقدان، رئيس جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا ربيع العوجي، نائب رئيس بلدية صيدا الحالي الدكتور أحمد عكرة وعقيلته هنا أبو مرعي، وأعضاء في المجلس البلدي ومستشارة رئيس البلدية وفاء شعيب الددا وممثلون عن جمعيات وهيئات تراثية وثقافية واجتماعية وجمع كبير من الإعلاميين.
وكان في استقبالهم رئيسة اللجنة نادين كاعين والسيدات الأعضاء "آية النقيب، نهلة زيباوي، أماني البابا حجازي، نادين ترياقي الحريري، آجيا داوود الحاج، روان حجازي، وسمر شعيب عاصي.
كاعين
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدثت رئيسة اللجنة السيدة نادين كاعين فرحبت بالحضور " في هذا اللقاء الذي نطلق فيه سويًا الدورة السادسة من مهرجانات صيدا الدولية، من قلب هذا المعلم التاريخي العريق – خان الإفرنج، الذي لطالما كان منصة للإبداع والثقافة والانفتاح". وقالـت: هذا العام، تعود المهرجانات إلى البحر، إلى حيث كانت بدايات المدينة، إلى مساحة نابضة تطل على الواجهة البحرية، في جزء من المنطقة التي كانت تشكّل مرفأ صيدا القديم. من هناك، حيث حملت الأمواج يوماً أصوات البحّارة والتجار، سنُطلق أصوات الفرح والموسيقى، ونُعيد ربط المدينة بمياهها وتاريخها، في احتفال يجمع بين الجذور والآفاق. في تجسيد حيّ لعودة المدينة إلى دورها الطبيعي كملتقى للناس والحياة. وهنا تحديدا نخص بالشكر التعاون الكبير من قبل وزارة الأشغال و إدارة مرفأ صيدا.
ثم أعلنت كاعين برنامج المهرجانات لهذا العام فقالت: برعاية كريمة من وزارتي السياحة والثقافة، وبفضل دعمكم وثقتكم، نتابع ما بدأناه منذ سنوات، بإصرار على تحويل صيدا إلى وجهة ثقافية وسياحية نابضة بالحياة، مهرجانات هذا العام ستكون غنيّة ومميزة، وتجمع بين الأصالة والتجدد، حيث:
* نفتتح برنامجنا مساء الأربعاء 6 آب بالأمسية الموسيقية الغنائية الإستثنائية "راجعين بلحن كبير"، تحييها الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار برئاسة الدكتورة هبة القواص ( ابنة مدينة صيدا ) في لقاء فني مميز مع الفنان الكبير غسان صليبا وبقيادة المايسترو أندريه الحاج .
* أما مساء الخميس 7 آب، فموعدنا مع الفنانة المحبوبة نانسي عجرم، في أمسية تملؤها الفرح والحيوية.
* ويوم السبت 9 آب، نختم مع الموسيقار الكبير مارسيل خليفة . مارسيل خليفة ليس مجرد فنان؛ هو ذاكرة وطنية، وصوتٌ حمل قضايا الناس إلى العالم، وعزف للحرية وللأرض وللإنسان. نستقبله في صيدا التي أحبّها وغنّى لبحرها، ليكون ختام مهرجاناتنا على إيقاع أغانيه الساحرة ونغماته الراقية.
*وبالتوازي مع هذه الحفلات، سننظم سوقًا للمأكولات يجمع مؤسسات محلية ومبادرات شبابية، في خطوة تهدف إلى تحريك العجلة الاقتصادية ودعم الطاقات المحلية، تأكيدًا على إيماننا بأن المهرجانات ليست فقط عروضًا فنية بل مساحة للتنمية والتمكين المجتمعي.
وشكرت كاعين كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث – من داعمين، شركاء، إعلام، ومتطوعين – وكل الأيادي التي تعمل بمحبة خلف الكواليس، وخصت بالشكر الكبير سيدات اللجنة فرداً فرداً على أصرارهم وعملهم الدؤوب على انجاح المهرجان، متوجهة " بكل الحب والتقدير لهم كما لعائلاتنا جميعا تحية محبة لتشجيعهم ووقوفهم بجانبنا" . كما شكرت محافظ الجنوب الأستاذ منصو ضو وبلدية صيدا ممثلةً برئيسها المهندس مصطفى حجازي على دعمهم المستمر للجنة المهرجانات. ووجهت تحية تقدير لمحامي المهرجانات الاستاذ محمد الحريري، والسيد عصام حمدان مدير الانتاج الفني للجنة، وطلاب المعهد الوطني للموسيقى لأدائهم الرائع بقيادة السيد درغام غطاس وكل فريق العمل والمنظمين والإعلاميين والأصدقاء الداعمين لنا الذين يحرصون دائما على أن تكون مهرجانات صيدا مساحة مشرقة تليق بأهلها وزوارها. وختمت : هي صيدا تستحق الفرح والثقافة والحياة .أهلاً بكم مجدداً، ومنوعدكم بصيف لا يُنسى.
لحود
ثم ألقت وزيرة السياحة السيدة لورا لحود كلمة قالت فيها: حينَ نُطلِقُ مَهْرَجانات صَيْدا الدُّوَلِيَّة، في هذِهِ المَدينَة التي شَكَّلَتْ عَبْرَ التّاريخ بَوّابَةَ الجَنوب، نَشْعُرُ أَنَّ الكَلِمات وَحْدَها لا تَكْفي. صَيْدا هِيَ المَدْخَلُ الجُغْرافي إِلى الجَنوب. صَيْدا هِيَ بِدايَةُ حِكايَةِ الجَنوب. الجَنوب الذي عَرِفَ الأَلَم، وَتَحَمَّلَ القَصْف، وَواجَهَ الخَوْف، وَعَلَّمَنا مِعْنى الصَّبْر. الجَنوب الذي يَعيشُ في ظِلِّ قَلَقٍ دائِم، وَتَساؤُلاتٍ سِياسِيَّة وَأَمْنِيَّة تُؤَخِّرُ عَوْدَةَ العَجَلَة الاقْتِصادِيِّة، وَتُؤَجِّلُ اسْتِقْرارَ النّاسِ في بُيوتِهِم وَبَلْداتِهِم. وَمَعَ ذلِكَ، نَرى أَهْلَ الجَنوب يَصْنَعونَ الحَياةَ مِنْ قَلْبِ التَّهْديد. نَراهُم يُزَيِّنون الصُّمود بِمَهْرَجانٍ فَنّي، بِالموسيقى المُلْتَزمة، بِالرُّقيِّ الثِّقافي…
وأضافت : في صَيدا، هذا الصَّيْف، مَهْرَجانٌ يَتَجاوَزُ بَرْنامَجَهُ الفَنّي.إِنَّهُ مَساحَةُ تَرْميمٍ مُجْتَمَعي. مَساحَةٌ نُعيدُ فيها تَرابُطَ النَّسيج الاجْتِماعي الذي تَصَدَّعَ تَحْتَ ضَغْطِ الأَزَماتِ المُتَكَرِّرَة. فَإِعادَةُ البِناء أَبْعَدُ مِنْ حُطامٍ يُزال، وَإسْمَنْتٍ يُصَبّ. هِيَ أَيْضًا أُغْنِيَةٌ تُغَنَّى بِحُرِّيَّة في الهَواءِ الطَّلْق. هِيَ نَبَضُ أَسْواقِ المَدينَة وخاناتِها القَديمَة، تَعْبَقُ بِرائحَةِ الصّابون، ياسمينًا وَزَيْتونًا. هِيَ كُرْسي نُضيفُهُ لِاسْتِقْبالِ زائِرٍ يَشْعُرُ بِالأَمانِ وَالجَمالِ مَعًا. صَيْدا بِحَدِّ ذاتِها قِصَّةُ جَمال. مِنَ القَلْعَةِ البَحْرِيَّة العائِمَةِ عَلى عُصورٍ مِنَ العِزّ، إِلى الخاناتِ التي احْتَضَنَتِ العابِرين وَأَكْرَمَتْهُمْ، إِلى حِلوَيات صَيْدا الشَّهيرَة التي لا تُشْبِهُ غَيْرَها. صَيْدا تَسْتَحِقُّ أَنْ تُرْوَى. وَحينَ نَفْتَتِحُ فيها مَهْرَجانًا دُوَلِيًّا، فَنَحْنُ نُعيدُ إِلَيْها الِاعْتِرافَ بِمَكانَتِها، وَنُكَرِّسُ دَوْرَها لَيْسَ فَقَط كَمَدْخَلٍ بَلْ كَقَلْبٍ جَنوبيٍّ نابِضٍ بِالحَياة.
وقالت : نَعْرِفُ جَميعًا أَنَّ هذِهِ اللَّحْظَة لَيْسَتْ سَهْلَة. مِنْ صَيْدا، نُطِلُّ عَلى قُرى لا تَزالُ في مَرْمى النِّيران، تَحْتَ سَماءٍ تَنْقُلُ رَسائِلَ خَطَرٍ وخَوْف. لكِنَّنا هُنا، تَحْتَ هذِهِ السَّماء، نَخْتارُ أَنْ نَرْفَعَ رُؤُوسَنا نَحْوَ النُّجوم، لا لِنَحْلَمَ فَقَطْ، بَلْ لِنَبْحَثَ عَنْ ضَوْءٍ يَدُلُّنا. ضَوْءٌ نَحْوَ تَضامُنٍ حَقيقي، نَحْوَ مُصالَحَةٍ مَعَ الذَّاتِ وَمَعَ الآخَر، نَحْوَ بَلَدٍ يَجْمَعُ أَبْناءَهُ بَدَلَ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ. الفَنُّ وَالثَّقافَة هُما أَدَواتُ بِناء. وَهُما رِسالَةُ أَمَلٍ يُشْرِق وَيَسْتَقْبِلُ العالَم.
وختمت لحود : كُلُّ الشُّكْرِ لِلقائِمين عَلى هذا المَهْرَجان، وَلِكُلِّ مَن آمَنَ أَنَّ الفَرَحَ حَقٌّ، حَتَّى في لَحَظاتِ القَلَق. وَالشُّكْرُ لِمَنْ قَرَّرَ أَنْ يَحْتَفِل بِالجَنوب وَأَنْ يُكَرِّمَ صَلابَتَهُ، وَيُشَارِكَ في نُهوضِهِ. مِنْ صَيْدا، نَبْدَأُ طَريقَ العَوْدَة. عَوْدَةُ الجَنوب إِلى حَيَوِيَّتِهِ. عَوْدَةُ لُبنان إِلى الجَنوب. عَوْدَةُ الجَنوب إِلى خَريطَةِ الفَرَح.
الصمد
كلمة وزارة الثقافة ألقاها المدير العام الدكتور علي الصمد فقال: في كل مرة تتحضر فيها البلاد لطي صفحة الحروب وتتهيأ لانطلاقة موسم سياحي وثقافي استثنائي، تأتي الوقائع بغير ما نشتهي. وتأتي الوقائع لتذكرنا، وكيف لنا ان ننسى، ان منطقتنا منطقة حروب ونزاعات وأن علينا ان نتحضر للتعامل معها ومواجهة تحدياتها وتداعياتها كل من موقعه. لذلك، ومنذ يومين تحديدا دعا وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة إلى عدم التوقف عند خطورة الحروب، وللانكباب على العمل من اجل تحصين الدولة من خلال تعزيز دورها وحضورها ومن خلال تحقيق النهوض الاقتصادي والمالي فيها. ولا سبيل لتحقيق نهوض اقتصادي حقيقي الا من خلال تعزيز القطاع السياحي والقطاع الثقافي وتحفيز الاستثمار فيهما وتشجيع اطلاق المبادرات اللازمة لذلك.
وأضاف: ونحن اليوم هنا من مدينة صيدا، جوهرة المتوسط وواحدة من أقدم مدن العالم، نستلهم كل ما واجهته هذه المدينة من تحديات منذ ان تأسست قبل أكثر من 2800 سنة، من محاولات تدمير واحراق وإلغاء، إلا انها وعلى الرغم من ذلك عرفت كيف تخرج أقوى مما كانت عليه وبصورة اجمل وأبهى مما كانت عليه. والصورة التي ارادتها صيدا لنفسها والتي يتميز بها ارثها الحضاري والثقافي الغني هي التنوع والانفتاح والتجدد والإبداع. وها نحن اليوم بالذات نعود لنلتقي هنا في صيدا لنعلن عن انطلاق مهرجاناتها السياحية والثقافية ولنؤكد ان الحياة تليق بهذه المدينة التي جعلت من الثقافة والفنون هوية لها، ولندعو جميع اللبنانيين والمغتربين وأشقائنا العرب وأصدقائنا من كل العالم للقدوم الى صيدا والتمتع بكل ما تقدمه المدينة من خدمات سياحية ونشاطات ثقافية غنية ومتنوعة.
وختم الصمد ناقلاً "تحيات الوزير الدكتور غسان سلامة وتقديره لكل من يعمل على تنظيم هذا المهرجان: لجنة مهرجانات صيدا الدولية وبلدية صيدا والفاعليات السياسية والمؤسسات والهيئات المحلية.. وقال: واود هنا ان انوه برئيسة مهرجانات صيدا الدولية التي اعرفها وتعرفت عليها منذ عام 2018 حين تبوأت مهامي في وزارة الثقافة ومنذ ذلك الحين وربما قبل ذلك وهي تعمل من اجل تنظيم هذه المهرجانات في ايام وظروف جدا صعبة. فاسمحوا لي ان احييها واشكرها باسمكم وبطبيعة الحال كامل اعضاء اللجنة احييهم جميعاً.
خليفة
وتحدث الفنان مارسيل خليفة فقال: هل من مكان اليوم للأغنية ، للموسيقى ، وسط هذا المشهد المرعب من الدمار والأنقاض والركام وبعد عشرات الوف الشهداء والجرحى واللاجئين ؟!. من يستطيع أن يعزف ويغني وهو يعيش في الموت ؟!. ذلك بالضبط هو الخلاص . ذلك بالضبط هو الرجاء . الخلاص من حقارة الواقع وعجز الحقيقة ، وأن نستطيع المضيّ حباً رغم الموت والحرب والوحشية والإبادة الروحية والجسدية . ان كل نوتة موسيقية ، كل أغنية ، كل قصيدة تضيء الآن هي شمس كبيرة . شمس تعيد الينا الحب والكرامة والحرية. شمس تعيدنا الى الحياة ، تنقذنا ، وهي انتصار على الموت . هذا هو ما جعلنا نأتي اليكم ولنقول أن هناك أمل بعد في هذا الزمن الاجرامي السافل . نلتقي اليوم على وقع مهرجان صيدا ، نطير مع صهيل الذاكرة ونزداد شروقاً في هذا الليل كاللهب المتضرم يرتجف في شمس حزيران.
وأضاف: أنظر اليوم الى شاطىء ذكرى بعيدة ، تحت سماء حارقة ، وطن عربي شاسع وقد اخذت منه زينته ، عسير النطق متوحل في أول الصيف . أتقشف في التحديق ولا اطيل النظر . شيء في داخلي يطلق ريحاً في الغمام ، يولد من بحر صيدا ويحررني من قرفي . احتاج الى كوفية ، أمسح بها دمعاً حاراً كالصديد . لقد تقرح قلبي من عفن المرحلة ومن تعب أسئلة قاحلة كيف اروي شئاً مما أرى ؟ لعله شيء من الماضي الجميل.
وتابع: انا مدين لصيدا بما لا تخفي من شغف في بحرها الأزرق. من هنا غنينا لمعروف سعد "يا بحرية هيلا هيلا" من طعم ماء هذا البحر واصبحت على كل شفة ولسان ، كنا نصرخ بشغفنا على المينا، نتذوق عسل الحياة نطلق الخيال. كنا كصوت الموج على صخرة ينساب، نصعد الى شرفة احلامنا ولم نكن نبالي بما سوف يقولون ان اكتشفوا بريق عيوننا.
حملت عودي اول مرة في صيدا عاصمة الجنوب وغنيت للفرح حين وعدتني العاصفة بنبيذ وبأنخاب جديدة وبأقواس قزح . غنيت انذاك بصوت غارق في براءة هذا الوعد وتملكني شعور بأنه قادم لا محالة وان العاصفة ستفي بما وعدت به . وتكر الأيام واقلب المدن صفحة صفحة واعود اليوم مثل البحار الى " المينا" الى ارض اغنيتي لأواصل سرد الحكاية لكي نذهب الى الحلم مؤمنين بأننا سننتصر على وحش الأعماق.
وقال: نحرس الحنين الى بحر صيدا بين حبات الموج ، ينتحرن على قصبة الصيد لتنثرها الأسماك المجنونة، نرفع الشراع قارباً يمخر العباب، ويمسح السحاب عن ظفائر شمس تجدل في الأفق البعيد . ثم نصعد في عرس بيدر تزف سنابله لمنجل حصّاد على موال يهزه صوت صياد حنون. تقطفه الأمواج وتطويه زغرودة الانتظار . ابحث عن الوطن في الأغنية وفي كل ما لدى المقام المعد لتطرية الأيام الصعبة التي نعيشها. لا بد من الرغبة والحسرة والقسوة والثورة والنداء والكلام والصمت والنسيان والتذكر والحب .
وختم خليفة: اصابعي سأعلقها على مشارف الوتر لأكتب لصيدا جهراً بيان الحب.اعود اليكم كطائر فرح في هيمانه عبر البحر اعود خلف القلعة لأحط في ليل 9 آب بمهرجان صيدا.ننتظركم ونغمركم بكل حب.
ضو
وكانت كلمة للمحافظ منصور ضو قال فيها: لن اتغزل بصيدا ولا ببحر صيدا ولا بإرادة الحياة لا في صيدا ولا في الجنوب، لأن هذا الواقع الذي ربينا عليه والذي لا يحتاج الجنوب لشهادة منا ولا تحتاج بوابة الجنوب لشهادة منا ، كم لدينا حب للحياة وكم تتمرد على المآسي والمصاعب. لكن اود ان اضيء على أمرين:
أولاً: للذي لا يعرف لجنة مهرجانات صيدا أولئك الصبايا الفدائيات الذين اخذوا منذ عام 2016 على عاتقهم ان يسبحوا بعكس التيار، اخذوا على عاتقهم تحدّ جديد في صيدا ان تقام مهرجانات وأقيمت مهرجانات ، وكانت من انجح المهرجانات ولو كانت على عاتقهم الشخصي، ولو كانت بمبادرة منهم ، صحيح أنهم وجدوا الدعم من الجميع، لكن مهما دعمناهم دائماً ، نشعر أن هناك تقصير سواء تقصير رسمي او تقصير شعبي . نوجه التحية لهم جميعا ونقول لهم نحن بجانبكم ومعكم ونتمنى من وزيرة السياحة ومن كل الرسميين الموجودين تقديم كل الدعم لمهرجانات صيدا لهذه اللجنة التي تقاتل كل يوم لتعيد تثبيت حضور صيدا وحقها بالفرح .
ثانياً : أوجه نداءً للبنانيين ، أن صيدا هي منطقة في لبنان ، وقريبة من كل المناطق. فزورونا وأهلاً وسهلاً بكم وسترون ما لم تكونوا تعتقدون أنه موجود في صيدا . وأيضا للأشقاء العرب ، صيدا كما بيروت وككل المناطق في لبنان تفتح يديها وقلبها وترحب بكم وننتظركم هذا الصيف . نتمنى من الكل ، أنه على الأقل كل منكم يؤمن حضور مائة شخص في كل ليلة هكذا نكون قد أنجحنا المهرجانات.
حجازي
وتحدث رئيس البلدية المهندس مصطفى حجازي فرحب الجميع في مدينة صيدا "مدينة الحياة والتنوع والستة آلاف عام من التراث الحي التي تجمع بين عبق التاريخ وروح المستقبل" ، وقال: صيدا تستقبلكم اليوم بقلب مفتوح وفرحة كبيرة . نطلق اليوم مهرجانات صيدا الدولية لنعيد زرع الفرح في قلوب أهلنا ونحرك العجلة الاقتصادية من خلال دعم السياحة ، ونعيد الحياة لأسواق المدينة القديمة وشوارعها ومقاهيها ومرافئها. هذه المهرجانات ليست فقط مناسبة ترفيهية بل هي رسالة بأن صيدا قادرة رغم كل التحديات على ان تعود وتثبت حضورها وتظهر اجمل ما لديها من ثقافة وفن وضيافة تنظيم . نقول لكل أهلنا وضيوفنا صيدا تفتح قلبها لكم وتعدكم بصيف مليء بالأمان والفرح والمحبة . كل الشكر والتقدير لكل من تعب وسهر وساهم من لجنة تنظيمية ومؤسسات ورعاة وكل فرد آمن بصيدا وبقدرتها ان تعود وتضيء . ونحن كبلدية ملتزمون بأن نكون دائما داعمين لهذه المبادرات التي تحمل وجه صيدا الحقيقي ، وجه الإنفتاح والتعاون والجمال . صيف واعد بصيدا ان شاء الله بانتظاركم واهلا بكم دائما بين اهلكم وناسكم ومحبيكم.
كلمة الكونسرفاتوار
كلمة رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس ألقتها الإعلامية ماجدة داغر فقالـت: يُشرفني ويطيب لي، أن أكون بينكم اليوم في مدينة صيدا الأزلية، لنحتفي معاً بانطلاق مهرجانات صيدا الدولية، ممثلةً رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس، إبنة هذه المدينة الملهمةً لوجدانها ومسيرتها، والتي تبلّغكم سلامها واعتذارَها لتعذّر حضورها ومشاركتها، بسبب ظرف قسريّ وهو وجودها إلى جانب والدتها في المستشفى في حالة خطيرة، مع أعمق التمنيات أن تعبر الوالدة العزيزة هذه المحنة بسلام. الوالدة، السيدة سهيلة القواس المربّية الفاضلة التي حفلت مسيرتها التربوية بالعطاء الباذخ لمدينتها الحبيبة صيدا، شاءت الأقدار اليوم أن يكون ظرفها الصحي هو المانع من حضور كريمتها الدكتورة هبة هذا اللقاء العزيز على قلبها.
وأضافت: ان لحظتنا هذه هي تتويجٌ لجهدٍ مشتركٍ ورؤيةٍ عميقةٍ تتخطى حدود الزمان والمكان. لطالما كان هدفنا الأسمى في المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار هو "الموسيقى للجميع". هذا الشعار الذي نعتبره ميثاقَ شرفٍ يوجه كل خطوة نخطوها. إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الموسيقى هي روح الشعوب، لغة الوجدان، وجسر التواصل الذي لا تعوقه جغرافيا ولا تقيده مسافات، لكي تصل أنغام الإبداع إلى كل بقعة في لبنان، ولنمحو أي تصور بأن هناك "مناطق نائية" عن حضن الموسيقى. تتجسد هذه الرؤية الطموحة في برامجنا الواسعة للتوعية والانتشار. فالمعهد الوطني العالي للموسيقى، بصفته المؤسسة الأم والحاضنة للموسيقى في لبنان، يُدرك تماماً مسؤوليته التاريخية. نمدّ أيدينا للتعاون مع كل المؤسسات الموسيقية والمهرجانات التي تشاركنا شغف إيصال هذه الرسالة النبيلة.
وتابعت: نحن وأوركستراتنا جميعها: أوركسترا الشباب الواعدة السمفونية والشرق -عربية، الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية المهيبة، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق -عربية التي نسعى لجعلها أيقونةً للموسيقى الشرقية الأصيلة، والكورالات، ومجموعة الأنسبلات المتعددة وموسيقى الحجرة ،Chamber music وجميع إمكانياتنا الموسيقية، حاضرون لأن نكون سفراء للموسيقى، في كل أرجاء لبنان مهما تباعدت المسافات. هدفنا التعاون ومدّ اليد، وإبرام مذكرات تفاهم تُرسّخ هذه الشراكات الفاعلة، ليبقى الاحتفاء بالموسيقى جزءاً لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا، ويصبح عادةً متأصلةً وواقعاً شائعاً يضيء دروب أجيالنا القادمة. هذا هو جوهر رسالتنا، هذا هو دورنا المحوري في بناء لبنان الثقافة والإبداع.
وقالت: وهنا، في صيدا، تتجسد هذه الشراكة بأبهى صورها. فكيف لا نكون جزءاً أصيلاً من هذا الاحتفال في مدينة تتنفس التاريخ وتفيض بالحياة؟ صيدا ليست مجرد مدينة ساحلية، بل هي سِفْرٌ تاريخي مفتوح، وحكايةٌ حضارية لا تُنسى. وها هي قلعتها البحرية الشامخة، التي تقف هنا شاهدةً على أمجاد غابرة، وتُعانق أمواج المتوسط بحكايات لا تنتهي. هذه القلعة هي ذاكرةٌ حيةٌ لشعوب وحضارات وصمودٍ وشموخ. وعلى بعد خطوات منها، يمتد مرفأ الصيادين، ببساطته وعراقته، يفوح منه عبق الأصالة اللبنانية، ويروي حكايات يومية عن الكفاح والأمل. هذا الموقع، بكل تفاصيله، ليس مجرد جغرافيا، بل هو مسرحٌ حيٌّ للثقافة، ومهدٌ للإلهام. وفي هذا المسرح العظيم، تحلّ أمسيتنا الموسيقية الغنائية، التي نُقدمها بفخر، بمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، والكورال الشرق - عربي، برفقة قامة فنية لبنانية تمثل زمن الأصالة وتليق بشموخ المكان، الفنان الكبير غسان صليبا.
واضافت: هذه الأمسية التي تحمل عنوان "راجعين بلحن كبير" هي احتفالٌ بذاكرة الأغنية اللبنانية العريقة، وعودةٌ إلى "الزمن الجميل"، ليس بمعنى الحنين السلبي، بل كإعادة إحياء الألق استلهاماً للمستقبل. هي دعوةٌ لاستعادة وهج الأغنية التي شكّلت جزءاً من هويتنا ومنعطفاً في ذاكرتنا الجماعية. إنها "أوركسترا الحياة" التي تعزف لحن العودة، عودة الروح إلى الفن بنبض احتفاليّ يوقظ فينا الشوق إلى أصالة الفن اللبناني ورقيّه، ويؤكد أن إبداعنا قادر على تجاوز كل التحديات.
وختمت داغر : نجدد التزامنا برسالة المعهد الوطني العالي للموسيقى، ونؤكد بأن الموسيقى هي مفتاح الروح، وهي القوة التي توحدنا وتبني جسور المحبة والسلام، ولاسيما أننا في لحظة ملتهبة من تاريخ منطقتنا التي يحيطها قرع طبول حروب كبرى. لنجعل من هذه المهرجانات منارةً تُضيء دروب الثقافة والفن في صيدا وكل لبنان. ولنجعل من صيدا، دائماً وأبداً، نموذجاً حياً لإيصال الموسيقى للجميع.
وتخلل اللقاء عزف من طلاب المعهد الوطني للموسيقى بقيادة السيد درغام غطاس.




































