7 صفر 1447

الموافق

السبت 02-08-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

عيد الغدير..
الشيخ ربيع قبيسي
2025-06-15

165

إن مفهوم عيد الغدير لا ينحصر في مناسبة دينية، يفرح بها أتباع أهل البيت عليهم السلام، إنما هي لحظة مفصليه في حياة الإنسانية والأمة من حيث الوعي الإنساني والفكري والسياسي والإجتماعي.

عندما أخذ النبي محمد صلى الله عليه وآله بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في غدير خم، لم يكن ذلك لأجل الإعلان عن قربى الدم أو الرابط العائلي، والعشائري، بل كان ذلك الموقف يؤسس من خلاله النبي (ص) لمفهوم عميق في الحاكمية العادلة، المبنية على القيم والعقل والوعي والفكر، وعليه فإن الغدير هو إعلان بأن القيادة ليست إرثاً بل مسؤولية.

إن الولاية بمفهومها الايماني لا تقوم على الغلبة أو المال والسلطة، بل على العدل، العلم، الزهد، والبصيرة في القرار والحكم.

علي عليه السلام لم يكن فقط أولى بالمؤمنين لأنه الأقرب إلى النبي (ص)، بل لأنه المثال الأعلى للعقل الحاكم، الذي لا يحيد عن الحق ولو خذله الناس، والذي لا يساوم على القيم ولو خسر الحكم.

وعليه فإننا في عيد الغدير نحتفل بالفكر قبل الأشخاص، بالإمام الذي قال: لو كان المال لي لساويت بينهم فكيف وهو مال الله؟، وقال: الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق. هذا هو الحاكم الولي الذي ردّ الأمة إلى ميزان العقل قبل العاطفة، والعدل قبل الولاء.

إن الغدير حسب ما ننظر إليه كحدث كوني، هو تعبير عقلي عن أن الدين لا يكتمل إلا بالقيادة الواعية، التي تحفظ الحقوق، وتمنع الاستبداد، وتصون الإنسان.
وقد عبرة الإمام موسى الصدر بجملة فقال: الحاكمُ هو من يتحمل مسؤولية إدارة شعبه.

جنوبيات
أخبار مماثلة