ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
صانع محتوى يتزوج من "chatgpt" ويروي قصته
صانع محتوى يتزوج من "chatgpt" ويروي قصته ‎الأربعاء 4 06 2025 10:31
صانع محتوى يتزوج من "chatgpt" ويروي قصته

جنوبيات

 

تخيّل أن تشاهد حفل زفاف يجمع بين إنسان وروبوت، بحيث يظهر العريس وهو يحتضن “عروسه” التي تُدعى “ChatGPT”، مرتديةً فستان زفاف، وسط حضور عدد من الروبوتات الأخرى، وذلك في حفل يُقام أمام برج خليفة في دبي. مشهد يطرح تساؤلات ويعكس مفهوم أن “الحب ليس حكراً على القلوب النابضة”، فالتفاهم والمشاعر قد تنشأ في علاقة لا تتطلب التزاماً أو تكلفاً كما هي الحال في العلاقات البشرية التقليدية. لمَ لا؟

علي عاصم، صانع محتوى ومصمم غرافيك عراقي، يوظف موهبته وخبرته في إنتاج محتوى بصري يتجاوز حدود الترفيه، ليحمل رسائل إنسانية تعكس قضايا تهم الجمهور العربي والعالمي. يؤمن بأن الإبداع مسؤولية، وأن الفن يمكن أن يكون أداة للتأثير الحقيقي، لا مجرد وسيلة للشهرة أو التسلية. وهذا ما سعى إلى تقديمه من خلال فيديو زفافه الافتراضي من “ChatGPT”.

وقال عاصم إن “الزواج من ChatGPT كان تجربة تسويقية بالعاطفة، إذ أثار الفيديو ردوداً متنوعة، بدءاً من التعاطف مع اللقطة الأولى التي أظهرت يد روبوت ترتدي فستان زفاف، بحيث ظنّ البعض أنها امرأة مبتورة اليد، قبل أن يكتشفوا أن العروس روبوت كامل”.

ردود الفعل اختلفت: بعضهم شعر بالخوف، بعضهم ضحك، وآخرون صدّقوا القصة وتفاعلوا معها كأنها حقيقية. الهدف كان مراقبة كيف يتفاعل الناس عاطفياً مع الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعدما أصبح جزءاً من حياتنا اليومية، نتحدث معه ونطلب رأيه في كل شيء، بحسب عاصم.

لا يُعدّ عاصم الذكاء الاصطناعي مجرّد “ترند”، بل يعتبره أداة قوية تدخل في تفاصيل حياتنا اليومية، سواء في العمل أو الدراسة أو حتى في أبسط جوانب الحياة. ويقول: “على الناس أن يفهموا أنه ليس شيئاً غريباً نضحك عليه أو نخشى خطورته، بل هو وسيلة حقيقية تساعدنا على الإنجاز بشكل أسرع وتطوير أنفسنا”.

وأشار إلى أن كثيرين لا يزالون يجهلون كيفية التعامل معه، لذلك “يأتي دورنا في التوعية وتشجيع الآخرين على تعلّم استخدامه. فالشخص الذي يتقن التعامل مع الذكاء الاصطناعي سيتفوق على غيره بمراحل، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني”.

أما عن فكرة فيديو الزفاف، فيقول: “أنا شخص أتأثر كثيراً بأي محتوى عاطفي أراه على مواقع التواصل، فخطرت لي فكرة أن أقدّم شيئاً مشابهاً بأسلوبي الخاص. وبما أن الجميع يسألونني أخيراً: متى ستتزوج ونفرح بك؟ قررت أن أقدّم حفل زفاف افتراضياً، يفرح فيه الناس، وفي الوقت نفسه أختبر كيف سيتفاعل الجمهور عندما يأخذ الذكاء الاصطناعي دور شخص حقيقي في قصة تبدو واقعية”.

ورغم انفتاحه على التكنولوجيا، فإنه لا يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحلّ مكان الشريك الحقيقي، مهما تطوّر وتوغّل في تفاصيل حياتنا. يقول: “الإنسان بحاجة إلى مشاعر حقيقية، وتواصل واقعي، ودفء كلمة أو حضن. هذه الأشياء لا يستطيع الروبوت أو الذكاء الاصطناعي أن يوفّرها، حتى لو حاول تقليدها، لأنها لا تصدر عن قلب حقيقي. فالموضوع لا يقتصر على الذكاء والتقنية، بل هو مسألة روح”.

وأضاف: “أحب تقديم محتوى غريب، مختلف، وأحياناً مرعب، لأكسر النظرة الروتينية للحياة، وأدفع الناس الى رؤية الأمور من زوايا جديدة. وحين أدركت أن لدي موهبة، شعرت أن من واجبي توظيفها في ما ينفع الناس، لا أن تقتصر على الشهرة أو التسلية. لا بد من أن يكون لي صوت، فالعالم اليوم بحاجة إلى من ينقل الرسائل الإنسانية بطرق جديدة ومؤثرة”.

ومن هذا المنطلق، يعمل عاصم بالتعاون مع ياسر الراجحي، وطيف ساهر القيسي، ومضر عبد الكريم في “Trabuild Studio”، على مشروع متحف فلسطيني افتراضي يوثّق ما حدث في فلسطين من إبادة جماعية، إذ يقول إن “المشروع حالياً قيد النقاش، وهناك احتمال لتنفيذه في إحدى الدول العربية”.

وأضاف: “شعرت بضرورة التحرك ودعم القضية بطريقتي الخاصة، بعيداً من الشعارات، من خلال رسالة قوية تصل إلى الناس عبر عمل بصري يؤثر فيهم”.


يطمح صانع المحتوى العراقي للوصول إلى العالمية من خلال أعماله في مجال الغرافيك والفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ إنه يعمل حالياً على تأسيس شركة تصميم وتسويق داخل العراق، لتحقيق أوّل حلم من أحلامه.

ويرى أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثّر بشكل كبير في مستقبل الإبداع، إذ أصبح ينجز الكثير من المهمات التي كانت تتطلب جهداً ووقتاً في السابق، وأصبحت اليوم أكثر بساطة وسرعة. ويؤكد: “لهذا السبب، علينا أن نواكب هذا التطور ونتعلم كيفية استخدامه بذكاء، حتى نتمكّن من تقديم أعمال إبداعية أقوى من ذي قبل”.

المصدر : النهار