عربيات ودوليات >أخبار دولية
ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟ ‎الثلاثاء 3 06 2025 08:39
ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟

جنوبيات

 

فجأة طارت أورتاغوس صاحبة المواقف النارية الصادمة، بما تحمله من دعم صريح لإسرائيل ولهجة نافرة ضدّ «حزب الله». وإذ يتردد في بعض الأوساط أنّ أورتاغوس كانت «كبش محرقة » في نزاع أكبر داخل إدارة ترامب . 


في أي حال، لمعرفة ما يحدث، يجدر التأمّل في «غرفة القرار »، أي عقل دونالد ترامب.

فالرجل لا يثق كثيراً في المؤسسات ويرتاح إلى الأفراد. ومعروف أنّ دائرته القريبة ضيّقة، وموالية له شخصياً قبل أي شيء آخر. لكن اللافت أنّ هذه الدائرة ليست مستقرة، بل تتأرجح وتتغيّر باستمرار، والثابت الوحيد فيها هو أنّ على الجميع أن يلتزم مبدأ الولاء المطلق له ولرؤية أميركا أولاً. من هم القريبون الذين يثق فيهم الرئيس اليوم؟ في السابق، أظهرت التجربة أنّ ترامب يميل في إدارة ملف الشرق الأوسط إلى بضعة أسماء، أبرزها:

-1 صهره جاريد كوشنر، رجل المهمات الخاصة الذي كانت له اليد الطولى في «صفقة القرن » واتفاقات أبراهام. ومن المحتمل أن يحتفظ بمكانته كلاعب رئيسي، يصغي ترامب مباشرة إلى مشورته.


-2 وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي تولّى أيضاً مهمات مستشار الأمن القومي، بعد إقالة مايكل والتز قبل شهر. وهو من الشخصيات التي تتوافق برؤاها الجوهرية مع ترامب، وتترجم أفكاره، بعيداً من «البيروقراطية » الأميركية التقليدية التي لطالما سخر منها.

-3 ليس مستبعداً لجوء ترامب إلى شخصيات من خارج الدوائر التقليدية للسياسة الخارجية، من الذين يؤيّدون منطقه التجاري أو العسكري في التعامل مع القضايا الدولية.

-4 في ما يخص لبنان، ليس مستبعداً أن يستعين ترامب بأشخاص ينفّذون سياسته الرامية إلى احتواء نفوذ إيران وتقويض نفوذ «حزب الله»، ولكن ربما بأسلوب «أكثر مرونة». وعلى الأرجح، عند هذه النقطة، برز تباين ترامب مع أورتاغوس التي بدت متوافقة تماماً مع الرؤية الإسرائيلية حول ضرورة نزع سلاح «حزب الله» جذرياً وسريعاً.

وقد يوحي تبديلها بالمؤشرات الآتية:

-1 الرغبة في تغيير أسلوب العمل الأميركي في موازاة التمسك بالأهداف الكبرى تجاه لبنان (احتواء «حزب الله »، الدفع بالإصلاحات...). فبدلاً من التصريحات الحادة، قد يفضّل البيت الأبيض نهجاً أكثر ديبلوماسية أو ضغطاً اقتصادياً هادئاً، أو حتى محاولات للتهدئة بدلاً من التصعيد، وهذا ما لا يروق لإسرائيل التي تفضّل المواجهة المباشرة والساخنة.

-2 ربما ترى إدارة ترامب أنّ المصلحة الأميركية تكمن في استقرار لبنان، حتى لو تطلّب الأمر مقاربة تختلف عن التوقعات الإسرائيلية. وقد لا تكون أولوية واشنطن القصوى الآن هي «إرضاء إسرائيل» في كل تفصيل، بل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الأوسع في المنطقة، والتي تتطلب الابتعاد عن المغامرات.

-3 إذا كان التغيير الجاري هو جزء من محاولة يجريها ترامب لتركيز السلطة في أيدي مقرّبيه، فقد يعني ذلك تقليل نفوذ الذين يعبّرون في تفكيرهم عن تعاطف جامح أو مطلق مع أطراف خارجية، ولو حليفة كإسرائيل.

المصدر : الجمهورية - طوني عيسى